الكلامَ؟ ولِمَ حَدَّثَ في ذلكَ الْوقت؟ ولِمَاذا أَضَافَ في كلاَمِه كلِمَاتٍ لا حاجَةَ لِلتَّكَلُّمِ بِهَا مَعَ إمْكَانِ إيْجَازِ الكَلاَمِ؟ ويُخَاطِبُ نَفْسَهُ بقَوْلِهِ: يا نَفْسُ تُوْبِي إلى الله مِنْ كَلامٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ يَكْسِرُ خاطِرَ النَّاسِ واسْتَسْمِحِيْهِمْ، ولِمَاذَا ذَهَبَتِ يا نَفْسُ إلى ذلك الْمَجْلِسِ، مَعَ العِلْمِ بأَنَّهم يَتَكَلَّمونَ كلاَمًا لا طائِلَ تَحْتَه؟ وأَنْتِ سَايَرْتِهِم في قوْلِهِم وقَدْ سَمِعْتِ هُنَاكَ الْغِيْبَةَ وأنتِ راغِبةٌ فيْهَا فتُوْبِي، وَاعْزِمِي على الابتعاد عَنْ تِلْكَ الْمَجَالِسِ.
فهَكَذا يُحَاسِبُ الْعَاقِلُ نَفْسَه على الْمُحَادَثَةِ اليَوْمِيَّةِ بل على جَمِيْعِ نَشَاطاتِه اليَوْمِيَّةِ وبهَذَا تَتَبَيَّنُ لَهُ مَعَاصِيهِ وعَدَمُ حِيْطَتِه وعُيُوْبُه ووَهْنُه وتَسْنَحُ لَهُ فُرْصَة إِصْلاحِ نفسهِ وفي مصطلح بيْئَةِ مَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسلامِيَّةِ تُسَمَّى الْمُحَاسَبَةُ بـ "فِكْرِ الْمَدِيْنَةِ"، وفي بيْئَةِ مَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسلامِيَّةِ يُشَجَّعُ الناسُ على محَاسبةِ النفسِ لاثْنَتَي عَشْرَةَ دَقِيْقَةً على الأَقَلِّ كُلَّ يومٍ، ومَلْء كُتَيِّب جَوَائِزِ الْمَدِيْنَةِ خِلاَلَهَا.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد