عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

بتَارِكٍ طلَبَهُ أَبَدًا قالوا: ومَا هو يا أَبا الْمُعْتَمِرِ، قالَ: الصَّمْتُ عَمَّا لا يَعْنِيْني[1].

ومَنْ أرادَ الصَّمْتَ فعليهِ أن يُخَاطِبَ الناسَ بالإشَارَةِ أوْ يقومَ بالتَّعْبيْرِ عَمَّا يُرِيْدُ بالكِتابةِ بَدَلاً مِن أن يُطْلِقَ عِنَانَ لِسَانه، وبهذا سَيَلْزَمُ  الصَّمْتَ بإذْنِ الله تعالى، وهُنَاكَ سؤالٌ في "جَوَائِزِ الْمَدِيْنَةِ" بفضل الله تعالى، وها هو:

هل خاطَبْتَ النَّاسَ بالإشَارَةِ بَدَلاً من الكلامِ وقُمْتَ بالتعبيرِ عَمَّا تُرِيْدُ بالْكِتَابةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ على الأَقَلِّ لِلابْتِعَادِ عن فضُوْل الْكَلاَمِ؟

ومِن الْمُمْكِن أن تَنْجَحُوْا في الاحترازِ عن فضُوْل الكلامِ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ خِلاَلَ مُحَاوَلَتِكم التَّعَوُّدَ على الصَّمْتِ، ورُبَّما تَرْجِعُون إلى كثرةِ الكلامِ، فإنْ حَدَثَ ذلكَ فلاَ تَسْتَسْلِمُوْا، بل حاوِلُوْا الصَّمْتَ مِرَارًا، وإن كان عَزْمُكم صادِقًا ستَنْجَحُوْنَ بإذْنِ الله تعالى.

والأفضلُ أن يكونَ وَجْهُكُم مُبْتَسمًا أثناء التَّمَرُّن والتَّعَوُّدِ على الصَّمْتِ حتَّى لا يَشْعُرَ الناسُ بأَنّكُمْ مُخَاصِمُوهم أو غاضبون


 



[1] ذكره أحمد بن حنبل في "الزهد"، صـ٣١٠، (١٧٦٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403