عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

ثم رفع رأسه واطمأن قائلا سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد لو إماماً أو منفرداً والمقتدي يكتفي بالتحميد ثم كبر خارا للسجود ثم وضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه بـين كفيه وسجد بأنفه وجبهته مطمئنا مسبحا ثلاثا وذلك أدناه وجافى بطنه عن فخذيه وعضديه عن إبطيه في غير زحمة موجها أصابع يديه ورجليه نحو القبلة والمرأة تخفض وتلزق بطنها بفخذيها وجلس بين السجدتين واضعاً يديه على فخذيه مطمئنا ثم كبر وسجد مطمئنا وسبح فيه ثلاثا وجافى بطنه عن فخذيه وأبدى عضديه ثم

في الركوع والسجود والتشهّد بإجماع الأمّة لقوله صلّى الله عليه وسلم: ½نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً¼, (ثمّ رفع رأسه واطمأنّ) قائماً (قائلاً: سمع الله لمن حمده) أي: قَبِلَ الله حمد من حمده؛ لأنّ السماع يذكر ويراد به القبول مجازاً كما يقال: سمع الأمير كلام فلان وفي الحديث: ½أعوذ بك من دعاء لا يسمع¼, أي: لا يستجاب, والهاء للسكتة والاستراحة لا للكناية (ربّنا لك الحمد) فيجمع بين التسميع والتحميد (لو) كان (إماماً) هذا قولهما وهو رواية عن الإمام اختارها في الحاوي القدسي, وكان الفضلي والطحاوي وجماعة من المتأخّرين يميلون إلى الجمع وهو قول أهل المدينة وقوله (أو منفرداً) متفق عليه على الأصحّ عن الإمام موافقة لهما, وعنه يكتفي بالتحميد, وعنه يكتفي بالتسميع (والمقتدي يكتفي بالتحميد) اتفاقاً للأمر به في الحديث: ½إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربّنا لك الحمد¼, رواه الشيخان والأفضل: أللّهم ربّنا ولك الحمد ويليه أللّهم ربّنا لك الحمد ويليه ربّنا لك الحمد (ثمّ كبّر) كلّ مصلّ (خارًّا للسجود) ويختمه عند وضع جبهته للسجود (ثمّ وضع ركبته ثمّ يديه) إن لم يكن به عذر يمنعه من هذه الصفة (ثمّ) وضع (وجهه بين كفيه) لما روينا (وسجد بأنفه وجبهته) وتقدّم الحكم (مطمئناً مسبّحاً) بأن يقول سبحان ربّي الأعلى مرات (ثلاثاً وذلك أدناه) لما تقدّم (وجافى) أي: باعد الرجل (بطنه عن فخذيه وعضديه عن إبطيه)؛ لأنّه أبلغ في السجود بالأعضاء (في غير زحمة) وينضم فيها([1]) حذراً عن إضرار الجار (موجها أصابع يديه) ويضُمُّهَا كلّ الضم لا يندب إلاّ هنا؛ لأنّ الرحمة تنزل عليه في السجود وبالضم ينال الأكثر (و) يكون موجها أصابع (رجليه نحو القبلة والمرأة تخفض) فتضمّ عضديها لجنبيها (وتلزق بطنها بفخذيها)؛ لأنّه أستر لها ثمّ رفع رأسه مكبّراً (وجلس) كلّ مصلّ (بين السجدتين واضعاً يديه على فخذيه مطمئناً) وليس فيه ذكر مسنون والوارد فيه([2]) محمول على التهجّد (ثمّ كبّر) للسجود (وسجد) بعده (مطمئناً وسبّح فيه) أي: السجود (ثلاثاً وجافى بطنه عن فخذيه وأبدى عـضديه) وهما ضبعاه, والضبع بسكون الباء لا غير العضد (ثمّ


 



[1]       قوله: [وينضم فيها] أي: عند السجود في الزحمة. ١٢

[2]       قوله: [والوارد فيه] كقوله: ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري،أللّهم اغفر لي وارحمني. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396