عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

وأن يستقبل بعده الناس ويستغفرون الله ثلاثا ويقرءون آية الكرسي والمعوذات ويسبحون الله ثلاثا وثلاثين ويحمدونه كذلك ويكبرونه كذلك ثم يقولون لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثم يدعون لأنفسهم وللمسلمين

(و) يستحبّ (أن يستقبل بعده([1])) أي: بعد التطوّع وعقب الفرض إن لم يكن بعده نافلة يستقبل (الناس) إن شاء إن لم يكن في مقابلة مصلّ لما في الصحيحين: ½كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم إذا صلّى أقبل علينا بوجهه¼, وإن شاء الإمام انحرف عن يساره وجعل القبلة عن يمينه وإن شاء انحرف عن يمينه وجعل القبلة عن يساره وهذا أولى لما في مسلم: ½كنّا إذا صلّينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه حتّى يقبل علينا بوجهه¼, وإن شاء ذهب لحوائجه قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ ﴾[الجمعة: ١٠] والأمر للإباحة وفي مجمع الروايات: ½إذا فرغ من صلاته إن شاء قرأ ورده جالساً وإن شاء قرأه قائماً¼, (ويستغفرون الله) العظيم (ثلاثاً) لقول ثوبان: ½كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا انصرف من صلاته استغفر الله تعالى ثلاثاً وقال أللّهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام¼, رواه مسلم وقال صلّى الله عليه وسلّم: ½من استغفر الله تعالى في دبر كلّ صلاة ثلاث مرّات فقال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف¼, (ويقرؤون آية الكرسي) لقول النّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ½من قرأ آية الكرسي في دبر كلّ صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلاّ الموت ومن قرأها حين يأخذ مضجعه آمنه الله على داره ودار جاره وأهل دويرات حوله¼, (و) يقرؤون (المعوّذات) لقول عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه: ½أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أقرأ المعوّذات في دبر كلّ صلاة¼ (ويسبّحون الله ثلاثاً وثلاثين ويحمدونه كذلك) ثلاثاً وثلاثين (ويكبّرونه كذلك) ثلاثاً وثلاثين (ثمّ يقولون) تمام المائة (لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير) لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½من سبّح الله في دبر كلّ صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبّر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر¼, رواه مسلم, وفيما قدّمناه إشارة إلى مثله وهو حديث المهاجرين (ثمّ يدعون لأنفسهم وللمسلمين) بالأدعية المأثورة الجامعة لقول أبي أمامة قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال: ½جوف الليل الأخير ودبر الصلوات


 



[1]       قوله: [ويستحب أن يستقبل بعده] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: كره للإمام أن يقعد متوجها إلى القبلة بعد السلام لكن يستحب بل يسن أن ينحرف يمينا أو يسارا أو إلى الناس إن لم يكن في مقابلة مصل. ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ٦/١٩٠-٢٠٤-٢٠٥)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396