عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

وقبل الجمعة وبعدها بتسليمة وندب أربع قبل العصر والعشاء وبعده وست بعد المغرب

لا ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½ما من عبد مسلم يصلّي في كلّ يوم اثنتي عشرة ركعة تطوّعاً من غير الفريضة إلاّ بنى الله له بيتاً في الجنّة¼, رواه مسلم, زاد الترمذي والنسائي: ½أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة¼, (و) منها أربع (قبل الجمعة) لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يركع قبل الجمعة أربعاً لا يفصل في شيء منهنّ (و) منها أربع (بعدها)؛ لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّي بعد الجمعة أربع ركعات يسلم في آخرهنّ فلذا قيّدنا([1]) به في الرباعيات([2]) فقلنا (بتسليمة) لتعلّقه بقوله وأربع, وقال الزيلعي حتّى لو صلاّها بتسليمتين لا يعتد بها عن السنّة . انتهى ولعلّه بدون عذر لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ½إذا صلّيتم بعد الجمعة فصلّوا أربعاً فإن عجّل بك شيء فصلّ ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت¼, رواه الجماعة إلاّ البخاري, والقسم الثاني المستحبّ من السنن شرع فيه بقوله: (وندب) أي: استحبّ (أربع) ركعات (قبل) صلاة (العصر) لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½من صلّى أربع ركعات قبل صلاة العصر لم تمسّه النار¼, وورد أنّه صلّى الله عليه وسلّم صلّى ركعتين وورد أربعاً فلذا خيّره القدوري بينهما (و) ندب أربع قبل (العشاء) لما روي عن عائشة رضي الله عنها أنّه عليه السلام كان يصلّي قبل العشاء أربعاً ثمّ يصلّي بعدها أربعاً ثمّ يضطجع (و) ندب أربع (بعده) أي: بعد العشاء لما روينا ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½من صلّى قبل الظهر أربعاً كان كأنّما تهجّد من ليلته ومن صلاّهنّ بعد العشاء كان كمثلهنّ من ليلة القدر¼, (و) ندب (ستّ) ركعات (بعد المغرب) لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½من صلّى بعد المغرب ستّ ركعات كتب من الأوّابين¼ وتلا قوله تعالى: ﴿ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا ﴾[الإسراء: ٢٥] والأوّاب هو الذي إذا أذنب ذنباً بادر إلى التوبة . وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه عليه السلام قال: ½من صلّى بعد المغرب عشرين ركعة بنى له بيتاً في الجنة¼, وعن ابن عباس أنّه عليه السلام قال: ½من صلّى بعد المغرب ستّ ركعات لم يتكلّم فيما بينهنّ بسوء عدلن له عبادة اثنتي عشرة سنة¼, وعن عائشة رضي الله عنها أنّه عليه الصلاة والسلام قال: ½من صلّى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتاً في الجنّة¼. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه عليه السلام قال: ½من صلّى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يكلّم أحداً رفعت له في علّيّين وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى وهو خير له من قيام نصف ليلة¼. وعن ابن عمر قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½من صلّى ستّ ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلّم غفر له بها ذنوب خمسين سنة¼. وعن عمّار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½من صلّى بعد المغرب


 



[1]       قوله: [فلذا قيّدنا] أي: قوله: لا يفصل في شيء منهنّ وقوله: يسلّم في آخرهن. ط. ١٢

[2]       قوله: [الرباعيات] أي: في سنة ذات أربع ركعات. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396