عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

فصل: في زيارة النبي صلى الله تعالى عليه

(فصل : في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم: على سبيل الاختصار تبعا لما قال في الاختيار) لما كانت زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القرب([1]) وأحسن المستحبات بل تقرب من درجة ما لزم من الواجبات فإنه صلى الله عليه وسلم حرض عليها وبالغ في الندب إليها فقال: ½من وجد سعة ولم يزرني فقد جفاني¼ وقال صلى الله عليه وسلم: ½من زار قبري وجبت له شفاعتي¼ وقال صلى الله عليه وسلم: ½من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي¼ إلى غير ذلك من الأحاديث ومما هو مقرر عند المحققين أنه صلى الله عليه وسلم حي يرزق([2]) ممتع بجميع الملاّذ والعبادات غير أنه حجب عن أبصار القاصرين عن شريف المقامات ولما رأينا أكثر الناس غافلين عن أداء حق زيارته وما يسن للزائرين من الكليات والجزئيات أحببنا أن نذكر بعد المناسك وأدائها ما فيه نبذة من آداب تتميما لفائدة الكتاب فنقول :ينبغي لمن قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكثر الصلاة عليه فإنه يسمعها أو تبلغ إليه وفضلها أشهر من أن يذكر, فإذا عاين حيطان المدينة المنورة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: اللهم هذا حرم نبيك ومهبط وحيك فامنن علي بالدخول فيه واجعله وقاية لي من النار وأمانا من العذاب واجعلني من الفائزين بشفاعة المصطفى يوم المآب ويغتسل قبل الدخول أو بعده قبل التوجه للزيارة إن أمكنه ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه تعظيما للقدوم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدخل المدينة المنورة ماشيا إن أمكنه بلا ضرورة بعد وضع ركبه واطمئنانه على حشمه وأمتعته متواضعا بالسكينة والوقار ملاحظا جلالة المكان قائلا :بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد إلى آخره واغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب


 



[1]       قوله: [لما كانت زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القرب] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن نقلا عن الإمام الفاكهي: المأمور به إذا كان مرتبا على سبب يتكرر طلبه من المكلف بتكرر السبب فمن ذلك إجابة المؤذن فتطلب الإجابة على ما قاله جمع كلما وجد الأذان ويتكرر، ومنه فيما يظهر الزيارة للمستطيع كلما حج بناء على مقتضى هذا الخبر ونحوه فيتأكد على نحو المكي أكثر من تأكده على غيره أن لا يفوت الزيارة بعد حجه لا سيما في عام حجه فإن قرب الدار يصير القريب كالجار والجار التارك للمزار قد جَارَ سيما إذا كان يرتكب الديون في تحصيل شهوته وعدم قطع عادته ولا يرتكبها فيما هو أشرف عباداته قلت: وإنما جعل التأكد على المكي أكثر لأن عذره أقل. ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ١٠/٦٧١، ٦٧٢)

[2]       قوله: [أنه صلى الله عليه وسلم حيّ يرزق] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن نقلا عن المواهب وشرح المسلك المتقسط: لا فرق بين موته وحياته صلى الله تعالى عليه وسلم في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عنده جلي لا خفاء به، وأنه صلى الله تعالى عليه وسلم عالم بحضورك وقيامك وسلامك أي: بل بجميع أفعالك وأحوالك وارتحالك ومقامك. ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ١٠/٧٦٤)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396