عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

فصل: في اتخاذ السترة

إذا ظن مروره يستحب له أن يغرز سترة تكون طول ذراع فصاعدا في غلظ الإصبع والسنة أن يقرب منها ويجعلها على أحد حاجبيه ولا يصمد إليها صمدا وإن لم يجد ما ينصبه فليخط خطا طولا وقالوا بالعرض مثل الهلال

(فصل في اتخاذ السترة ودفع المار بين يدي المصلّى إذا ظنّ) أي: مريد الصَّلاة (مروره) أي: المارّ (يستحبّ له) أي: مريد الصَّلاة (أن يغرز سترة) لما روينا, ولقوله صلّى الله عليه وسلّم ليستتر أحدكم ولو بسهم (وأن تكون طول ذراع فصاعداً([1]))؛ لأنّه سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سترة المصلّى فقال مثل مؤخرة الرحل بضمّ الميم وهمزة ساكنة وكسر الخاء المعجمة العود الذي في آخر الرحل يحاذي رأس الراكب على البعير وتشديد الخاء خطا وفسّرت بأنها ذراع فما فوقه (في غلظ الإصبع) وذلك أدناه؛ لأنّ ما دونه ربما لا يظهر للناظر فلا يحصل المقصود منها (والسنّة أن يقرب منها([2])) لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ½إذا صلّى أحدكم إلى سترة فليدنُ منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته¼, (ويجعلها على) جهة (أحد حاجبيه ولا يصمد إليها صمداً) لما روي عن المقداد رضي الله عنه أنّه قال: ½ما رأيت رسول الله يصلّي إلى عمود ولا شجرة إلاّ جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر¼, ولا يصمد صمداً أي: لا يقابله مستوياً مستقيماً بل كان يميل عنه (وإن لم يجد ما ينصبه([3])) منع جماعة من المتقدمين الخط وأجازه المتأخرون؛ لأنّ السنّة أولى بالاتباع لما روي في السنن عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال إن لم يكن معه عصاً (فليخط خطا) فيظهر في الجملة إذ المقصود جمع الخاطر بربط الخيال([4]) به كيلا ينتشر ويجعله إمّا (طولاً) بمنزلة الخشبة المغروزة أمامه (و) إما كما (قالوا) أيضاً يجعله (بالعرض مثل الهلال) وإذا


 



[1]       قوله: [تكون طول ذراع فصاعداً... إلخ] وهو ما اختاره الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن. ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ٢٢/٤٧٩)

[2]       قوله: [والسنة أن يقرب منها] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: الظاهر أن السترة سنة مستقلة فإن المصلي إذا كان يصلي إلى أسطوانة بينه وبينها عشرة أذرع مثلا فمر مار خلفها لم يأثم فدنوّ السترة غير شرط. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٣٥١، ملخصاً)

[3]       قوله: [وإن لم يجد ما ينصبه] قال العلامة الشامي رحمه الله: وإذا كان معه عصاً لا تقف على الأرض بنفسها، فأمسكها بيده ومر من خلفها، هل يكفي ذلك؟ قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: قلت: والظاهر أن لا، لأنه إذا كان يمسك العصا بيده كان العصا تابعا له، فلا يجعل ساتراً كثياب المار، فافهم. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٣٥١)

[4]       قوله: [بربط الخيال] أي: خيال المصلّي، أي: قوّته المخيّلة أي: فيقل فكره، بخلاف ما إذا عدمت فيتبع البصر فيكثر الفكر. ط. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396