عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

باب أحكام الشهيد

الشهيد المقتول ميت بأجله عندنا. والشهيد من قتله أهل الحرب أو أهل البغي أو قطاع الطريق أو اللصوص في منزله ليلا ولو بمثقل أو وجد في المعركة

باب أحكام الشهيد: سمي به؛ لأنه مشهود له بالجنة (المقتول) بأي سبب كان (ميت([1]) بـ) انقضاء أجله لم يبق من (أجله) ولا رزقه شيء (عندنا) معاشر أهل السنة والجماعة قاله في العناية (والشهيد([2])) شرعا هو (من قتله أهل الحرب) مباشرة أو تسبيباً بأي آلة كانت ولو بماء أو نار رموها بين المسلمين (أو) قتله (أهل البغي أو) قتله (قطاع الطريق) بأي آلة كانت (أو) قتله (اللصوص في منـزله ليلا ولو بمثقل) أو نهارا (أو وجد في المعركة) سواء كانت معركة أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطريق (وبه أثر) كـجرح وكسر وحـرق وخـروج دم من أذن أو


 



[1]       قوله: [ميت] أي: ظاهراً وإلا فهو حيّ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ﴾[البقرة: ١٥٤] وحياته ليس كمثل حياة عامة الناس بل أكمل منهم كما قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن نقلا عن جذب القلوب: حياة الشهداء أكمل من حياة عامة الناس وحياة الأنبياء عليهم السلام أكمل من حياة الشهداء. وجاء في الحديث أنّ الشهيد يغفر له أول دفقة من دمه ويزوج حوراوين ويشفّع في سبعين من أهل بيته ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ٢٣/٢٣٧ مترجماً وملخصاً)

[2]       قوله: [والشهيد] الشهيد: هو كل مكلف مسلم طاهر قتل ظلماً بجارحة ولم يجب بنفس القتل مال. "رد المحتار"، ٥/٣٨٢، من الدر هذا شهيد الدنيا والآخرة أما شهيد الآخرة فقط يعني له أجر الشهيد ولا يعامل معاملة الشهيد ، قال ابن عابدين في الحاشية: قد عدهم السيوطي نحو الثلاثين فقال: من مات بالبطن واختلف فيه هل المراد به الاستسقاء أو الإسهال قولان ولا مانع من الشمول، أو الغرق، أو الهدم، أو بالجنب وهي قروح تحدث في داخل الجنب بوجع شديد ثم تنفتح في الجنب، أو بالجمع بالضم بمعنى المجموع والمعنى أنها ماتت من شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة قال صلى الله تعالى عليه وسلم: أيما امرأة ماتت بجمع فهي شهيدة، أو بالسل، أو في الغربة، أو بالصرع، أو الحمي، أو دون أهله أو ماله أو دمه، أو مظلمة، أو بالعشق مع العفاف والكتم وإن كان سببه حراما، أو بالشرق أو بافتراس السبع، أو بحبس سلطان ظلماً، أو بالضرب أو متواريا أو لدغته هامة، أو مات على طلب العلم الشرعي، أو مؤذنا محتسبا، أو تاجرا صادقا، ومن سعى على امرأته وولده وما ملكته يمينه يقيم فيهم أمر الله تعالى ويطعمهم من حلال كان حقا على الله تعالى أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم يوم القيامة، والمائد في البحر أي: الذي حصل له غثيان، والذي يصيبه القيء له أجر شهيد أي: ومات من ذلك، ومن ماتت صابرة على الغيرة لها أجر شهيد، ومن قال كل يوم خمسا وعشرين مرة: اللهم بارك لي في الموت وفيما بعد الموت ثم مات على فراشه أعطاه الله أجر شهيد، ومن صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من كل شهر، ولم يترك الوتر سفرا ولا حضرا كتب له أجر شهيد، والمتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد، ومن قال في مرضه أربعين مرة: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أعطي أجر شهيد، وإن بريء بريء مغفورا له قال: وحذفت أدلة ذلك طلباً للاختصار. "رد المحتار"، ٥/٣٩٩-٤٠٠. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396