عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الطهارة

المياه التي يجوز التطهير بها سبعة مياه: ماء السماء، وماء البحر، وماء النهر، وماء البئر، وما ذاب من الثلج والبرد، وماء العين

كتاب الطهارة([1]): الكتاب والكتابة لغة: الجمع, واصطلاحا طائفة من المسائل الفقهية اعتبرت مستقلة شملت أنواعا أو لم تشمل. والطّهارة بفتح الطاء مصدرُ ½طَهَر الشيء¼ بمعنى النظافة وبكسرها الآلة([2])، وبضمّها فضل ما يتطهّر به, وشرعاً حكم يظهر بالمحلّ الذي تتعلّق به الصّلاة لاستعمال المطهِّر, والإضافة بمعنى اللام, وقُدِّمت الطهارة على الصّلاة لكونها شرطًا وهو مقدّم([3]) والمُزيل للحدث والخبث اتفاقاً. (المياه) جمع كثرة وجمع القِلَة ½أَمْواَهٌ¼, والماء جوهر شفاف لطيف سيال, والعذب منه به حياة كلّ نامٍ وهو ممدود وقد يقصر . وأقسام المياه (التي يجوز) أي: يصحّ (التطهير بها سبعة مياه([4])) أصلها (ماء السماء) لقوله تعالى: ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ[الزمر: ٢١] وهو طهور لقوله تعالى: ﴿لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ[الأنفال: ١١] وهو ماء المطر؛ لأن السماء كلّ ما علاك فأظلّك وسقف البيت سماء, وماء الطل وهو الندى مطهّر في الصحيح (و) كذا (ماء البحر) الملح لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته¼ (و) كذا (ماء النهر) كسيحون وجيحون والفرات ونيل مصر وهي من الجنة([5]) (و) كذا (ماء البئر و) كذا (ما ذاب من الثلج والبرد) بفتح الباء الموحّدة والراء المهملة, واحترز به عن الذي يذوب من الملح؛ لأنه لا يطهر يذوب في الشتاء ويجمد في الصيف عكس الماء وقبل انعقاده ملحا طهور (و) كذا (ماء العين) الجاري على الأرض من ينبوع, والإضافة


 



[1]       قوله: [كتاب الطهارة] افتتح بها؛ لأنّها مفتاح الصّلاة التي هي أمّ العبادات المقدمة على المعاملات مع ما في الطّهارة من الإيماء إلى النزاهة الباطنية، عن الاعتقادات الردية، والأخلاق الدنية. فتح باب العناية، ١/٤١. ١٢

[2]       قوله: [الآلة] كالماء والتراب. ١٢

[3]       قوله: [وهو مقدّم] أي: على المشروط وهو الصلاة. ١٢

[4]       قوله: [سبعة مياه] وذكر شيخ الإسلام إمام أهل السنّة الإمام أحمد رضا خان الحنفي الماتريدي القادري ستّين ومئة قسم للماء الذي يجوز التطهير به فمن شاء الإطلاع عليه فليراجع إلى فتاوى الإمام المسمّاة بـ"العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية" في ثلاثة وثلاثين مجلّداً. ١٢

[5]       قوله: [وهي من الجنة] لقوله صلى الله تعالى عليه وسلّم: ½سيحان وجيحان، والفرات والنيل، كلّ من أنهار الجنّة¼ أخرجه مسلم في الجنّة ونعيمها، باب ما في الدنيا من أنهار الجنّة. تنبيه هام: الأولى أن يقول: سيحان وجيحان لما ورد في معجم البلدان أن سيحان وجيحان، غير سيحون وجيحون. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396