دون مَعُونةِ السَّمْعِ ، وقال اللَّهُ تعالى ﴿ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ وقيل : في بعض وجوه التَّأْويل هو علمُ الْفقْهِ ، وقد روي عن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه قال: "ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ من فِقْهٍ في دينٍ ، ولَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ على الشَّيْطَانِ من أَلْفِ عَابِدٍ".
وروي أن رجلا قدم من الشام إلى عمر رضي الله عنه فقال : ما أقدمك قال : قدمت لأتعلم التشهد فبكى عمر حتى ابتلت لحيته ثم قال : والله إني لأرجو من الله أن لا يعذبك أبدا .
ولقد هيأ الله لهذا الدين القويّ علماء صرفوا هِمَمَهم للتصنيف والتاليف, فكان منهم العلامة حسن بن عمار الشرنبلالي صاحبُ التاليفات الكثيرة والتي أشهرُها متن نور الإيضاح و نجاة الأرواح ثم شَرَحَه شرحاً نفيساً وسماه إمداد الفتاح شرح نور الإيضاح, ثم اختصره وسماه ½مراقي الفلاح¼ .ولقد أكرمنا الله تعالى بفضله العميم بخدمة هذا المختصر و شرحه فقمنا بشرح غوامضه وحل مسائله مستفيداً من "الفتاوي الرضوية" و "جد الممتار" (كلاهما للإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن) والكتب الحنفية من العلماء الكبار.ولسنا ننسب لها العصمة لأن العصمة لا تليق إلا لكتاب الله تعالى.
نبذ من حواشينا على هذا الكتاب
قد علمتم مما مر من ترجمة الإمام فقاهته وحذاقته في العلوم فهاهنا نذكر من الشواهد تكفي توجيهاً للناظر, وتطميناً للقاصر,وتطييباً للخواطر تسعة عشر قولا من حواشينا على هذا الكتاب بالنسبة إلى تسعة عشرحرفا لـ½بسم الله الرحمن الرحيم¼ ليرغب الخواصُ والطلابُ في قراءتها.
(١) قال المؤلف رحمه الله: أوّلُها (طاهر مطهّر غير مكروه) وهو الماء المطلق.
وقد علّقنا عليه: قوله:[وهو الماء المطلق] وظاهر كلامه يفيد تخصيص هذا الماء بالماء المطلق وذلك ليس بسديد على ما في الفتاوى الرضوية حيث قال فيه: والنجس لا يؤثّر في تغيير ذات الماء كما مرّ منّا تحقيقه أنّ الماء النجس والمستعمل من الماء المطلق وإنما يسلبه وصف الطهارة. ("الفتاوى الرضوية") المخرجة، ٣/١٧١. ١٢