عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

فصل في آدب الوضوء

من آداب الوضوء أربعة عشر شيئا الجلوس في مكان مرتفع واستقبال القبلة وعدم الاستعانة بغيره وعدم التكلم بكلام الناس والجمع بين نية القلب وفعل اللسان والدعاء بالمأثور والتسمية عند كل عضو وإدخال خنصره في صماخ أذنيه وتحريك خاتمه الواسع والمضمضة والاستنشاق

(فصل: من آداب الوضوء أربعة عشر شيئا) وزيد عليها وهي جمع أدب وعُرِّف بأنّه وضع الأشياء موضعها, وقيل الخصلة الحميدة, وقيل الورع, وفي شرح الهداية هو ما فعله النّبي صلّى الله عليه وسلّم مرة أو مرتين ولم يواظب عليه, وحكمه الثواب بفعله وعدم اللوم على تركه, وأمّا السنّة فهي التي واظب عليها النّبي صلّى الله عليه وسلّم مع الترك بلا عذر مرة أو مرتين, وحكمها الثواب وفي تركها العتاب لا العقاب فآداب الوضوء (الجلوس في مكان مرتفع) تحرُّزاً عن الغُسالة([1]). (واستقبال القبلة) في غير حالة الاستنجاء؛ لأنّها حالة أرجى لقبول الدعاء فيها وجَعْلُ الإناء الصغير على يساره والكبير الذي يغترف منه على يمينه (وعدم الاستعانة بغيره) ليقيم العبادة بنفسه من غير إعانة غيره عليها بلا عذر (وعدم التكلّم بكلام الناس)؛ لأنّه يشغله عن الدعاء المأثور بلا ضرورة (والجمع بين نيّة القلب وفعل اللسان) لتحصيل العزيمة (والدعاء بالمأثور) أي: المنقول عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم والصحابة والتابعين (والتسمية) والنيّة (عند) غسل (كلّ عضو) أو مسحه فيقول ناوياً عند المضمضة بسم الله أللّهم أَعِنِّي على تلاوة القرآن وذكرك وشكرك وحسن عبادتك, وعند الاستنشاق بسم الله األلّهم أرِحْنِي رائحة الجنة ولا ترحني رائحة النار وهكذا في سائرها,([2]) ويصلّي على النّبي صلّى الله عليه وسلّم أيضاً([3]) كما في التوضيح (و) من آدابه (إدخال خنصره في صماخ أذنيه) مبالغة في المسح (وتحريك خاتمه الواسع) للمبالغة في الغسل (و) كون (المضمضة والاستنشاق


 



[1]       قوله: [الغسالة] أي: قطرات الماء من الوضوء. ١٢

[2]       قوله: [هكذا في سائرها] فيقول عند غسل الوجه: باسم الله أللّهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه، وعند غسل اليمنى: باسم الله أللّهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حساباً يسيراً، وعند غسل اليسرى: باسم الله أللّهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري، وعند مسح رأسه: باسم الله أللّهم أظلني تحت ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلّ عرشك، وعند مسح أذنيه: باسم الله أللّهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وعند مسح عنقه: باسم الله أللّهم أعتق رقبتي من النار، وعند غسل رجله اليمنى: بسم الله أللّهم ثبّت قدمي على الصراط يوم تزل الأقدام، وعند غسل اليسرى: باسم الله أللّهم اجعل ذنبي مغفوراً وسعيي مشكوراً، وتجارتي لن تبور. إمداد.

[3]       قوله: [أيضاً] أي: بعد كلّ دعاء. ط.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396