ينقض الوضوء اثنا عشر شيئا ما خرج من السبيلين إلا ريح القبل في الأصح وينقضه ولادة من غير رؤية دم ونجاسة سائلة من غيرهما
(فصل في نواقض الوضوء) هو طائفة من المسائل تغيَّرت أحكامها بالنسبة لما قبلها (ينقض الوضوء([1])) النقض إذا أضيف إلى الأجسام كنقض الحائط يراد به إبطال تأليفها, وإذا أضيف إلى المعاني كالوضوء يراد به إخراجها عن إقامة المطلوب بها, والنواقض جمع ناقضة (اثنا عشر شيئاً) منها (ما خرج من السبيلين) وإن قلَّ سُمِّيَ القُبُل والدُبُر سبيلاً لكونه طريقاً للخارج وسواء المعتاد وغيره كالدودة والحصاة (إلا ريح القبل) الذكر والفرج (في الأصحّ)؛ لأنّه اختلاج لا ريح وإن كان ريحاً لا نجاسة فيه وريح الدبر ناقضة بمرورها على النجاسة؛ لأنّ عينها طاهرة فلا ينجس مبتل الثياب عند العامة فينقض ريح المفضاة احتياطاً والخروج يتحقّق بظهور البِلَّة على رأس المخرج ولو إلى القُلْفَة([2]) على الصحيح (وينقضه) أي: الوضوء (ولادة من غير رؤية دم) ولا تكون نفساء في قول أبي يوسف ومحمد آخرا وهو الصحيح لتعلّق النفاس بالدم ولم يوجد وعليها الوضوء للرطوبة, وقال أبو حنيفة عليها الغسل احتياطاً لعدم خُلُوِّه عن قليل دم ظاهراً وصحّحه في الفتاوى وبه أفتى الصدر الشهيد رحمه الله تعالى (و) ينقض الوضوء (نجاسة سائلة من غيرهما) أي: السبيلين لقوله عليه الصلاة والسلام: ½الوضوء من كلّ دم سائل¼ وهو مذهب العشرة المبشرين بالجنّة([3]) وابن مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وأبي موسى الأشعري وغيرهم من كبار الصحابة وصدور التابعين كالحسن البصري وابن سيرين رضي الله عنهم والسيلان في السبيلين بالظهور على رأسهما وفي غير السبيلين بتجاوز النجاسة إلى محل يُطْلب تطهيره
[1] قوله: [ينقض الوضوء] واعلم أنّ كلّ ما ليس بحدث ليس بنجس وهذا في ردّ المحتار لكنّه لا ينعكس فلا يقال ما لا يكون نجساً لا يكون حدثاً لأنّ النوم والجنون والإغماء وغيرها حدث وليست بنجسة ولكنّ الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن ذكر الضابطة في كلّ ما يخرج من البدن وينقض الوضوء بأنّ كلّ نجس بالخروج يخرج من بدن المكلّف فهو حدث وكلّ حدث ليس بنجس بالخروج كما في الريح فإنّ عينها طاهرة على الصحيح. والتفصيل من فوائد القيود في الفتاوى. ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ١/٢٦٥-٢٦٨، مترجماً وملخّصاً). ١٢
[2] قوله: [القلفة] هي الجلدة التي تغطي حشفة الذكر، والتي تقطع بالختان.
[3] قوله: [العشرة المبشرين بالجنّة] هم: أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، وطلحة بن عبد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدة بن الجراح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.