باب صلاة الكسوف والخسوف والأفزع
سن ركعتان كهيئة النفل للكسوف بإمام الجمعة أو مأمور السلطان بلا أذان ولا إقامة ولا جهر ولا خطبة بل ينادى الصلاة جامعة وسن تطويلهما وتطويل ركوعهما وسجودهما ثم يدعو الإمام جالسا مستقبل القبلة إن شاء أو قائما مستقبل الناس وهو أحسن ويؤمنون على دعائه حتى يكمل انجلاء الشمس وإن لم يحضر الإمام صلوا
(باب صلاة الكسوف والخسوف والأفزاع: سن ركعتان كهيئة النفل للكسوف) من غير زيادة فلا يركع ركوعين في كل ركعة بل ركوع واحد لما رواه أبو داود أنه عليه الصلاة والسلام: ½صلى ركعتين فأطال فيهما القيام¼ ثم انصرف وانجلت الشمس فقال: ½إنما هذه الآيات يخوف الله تعالى بها عباده فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة¼ قال الكمال وهي الصبح فان كسوف الشمس كان عند ارتفاعها قدر رمحين وفي السنة أنها بركوع واحد في كل ركعة للكسوف ولا جماعة فيها إلا (بإمام الجمعة أو مأمور السلطان) دفعاً للفتنة فيصليهما (بلا أذان ولا إقامة ولا جهر([1])) في القراءة فيهما عنده خلافا لهما (ولا خطبة) بإجماع أصحابنا لعدم أمره صلى الله عليه وسلم بالخطبة (بل ينادى الصلاة جامعة) ليجتمعوا (وسن تطويلهما) بنحو سورة البقرة قال الكمال وهذا مستثنى من كراهة تطويل الإمام الصلاة ولو خففها جاز ولا يكون مخالفا للسنة؛ لأن المسنون استيعاب الوقت بالصلاة والدعاء فإذا خفف إحداهما طول الأخرى ليبقى على الخشوع والخوف إلى انجلاء الشمس (و) سن (تطويل ركوعهما وسجودهما) لما روي أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ½فقام فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع¼ وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك أخرجه الحاكم وصححه (ثم يدعو الإمام)؛ لأن السنة تأخيره عن الصلاة (جالسا مستقبلا القبلة إن شاء أو) يدعو (قائما مستقبل الناس) قال شمس الأئمة الحلواني (وهو أحسن) من استقبال القبلة ولو اعتمد قائما على عصا أو قوس كان أيضا حسنا ولا يصعد المنبر للدعاء ولا يخرج (و) إذا دعا (يؤمّنون على دعائه) ويستمرون كذلك (حتى يكمل إنجلاء الشمس) كما ورد (وإن لم يحضر الإمام صلوا)
[1] قوله: [بلا أذان ولا إقامة ولا جهر] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: في قول أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه كذا في المحيط، والصحيح قوله كذا في المضمرات، ومعلوم أن الإسرار فيها واجب على الإمام والمنفرد، فظهر جهل بعض من يدعي العلم من تلامذة الكنكوهي حيث أم الناس في مسجد الوهابية في كسوف وقع في شوال سنة ١٣٠٧هـ فجهر بالقراءة وشيء آخر أن الرجل لم يكن إمام الجمعة، وإنما يقيمها هو لا غيره. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٥٥٣، ملخصاً)