عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

لذلك، وقالتْ: قَطَعَ اللهُ رِجلَ الأبعَدِ كما قَطَعْتَ رِجلَه، فلمَّا وَصَلتُ إلى سِنِّ الطَّلَبِ رَحَلتُ إلى بُخارَى لِطَلَبِ العِلمِ فسَقَطتُ عن الدَّابَّةِ فانكَسَرَتْ رِجلِي، وعَمِلتُ عَمَلاً أَوجَبَ قَطْعَها[1].

أيها المسلمون: مَن أَسخَطَ والِدَيهِ أو أحَدَهُمَا فعَلَيهِ أن يَطلُبَ مِنهُمَا العَفوَ والسَّماحَ بكُلِّ تَواضُعٍ، وأن يَحرِصَ على قَضاءِ طَلَباتِهِمَا المشروعَةِ، فهذا سيَكُونُ سبَبًا في نَيلِ سَعـادَةِ الدّنيا والآخِرةِ، ولِمَعرِفةِ المزيدِ عن حُقُوقِ الوالِدَينِ يُرجَى مُشاهَدةُ القُرْصِ بعُنوانِ: حُقوقِ الوالِدَينِ، وقُرصِ مُذاكَرَةِ المدينةِ بعُنوانِ: عِقابِ عاقِّ الوالِدَينِ.

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

أيها المسلمون! خِتاماً نَذكُرُ شَيئًا مِن سُنَنِ وآدابِ الْمَشيِ، قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «مَن أحَبَّ سُنَّتِي فقَدْ أحَبَّنِي ومَن أحَبَّنِي كانَ مَعِيَ في الجنَّةِ»[2].


 



[1] ذكره الدميري في "حياة الحيوان الكبرى"، ٢/١٦٣.

[2] ذكره ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) في "تاريخه"، ٩/٣٤٣، (٢٣٩٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403