يَوْمَ الاثْنَيْنِ بسَبَبِ سُمِّ الْحَيَّةِ الَّتِي لَدَغَتْه لَيْلَةَ الْهِجْرَةِ في الْغَارِ ولَمْ يَكُنْ في بَيْتِه ثَمَنُ الْكَفَنِ»[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب: لقد كانَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه يُحِبُّ أَنْ يُرَافِقَ الْحَبِيْبَ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في طُرُقِه وأَطْوَارِه ويُؤثِرُ الآخِرَةَ على الدُّنْيَا وقد تَبَيَّنَ: أنَّ الشَّرَفَ بالتَّقْوَى لا بالنَّسَبِ، ولا كَثْرَةِ الْمَالِ، فمَنْ كانَ مُؤْمِنًا، تَقِيًّا فهو كريمٌ، عَظِيْمٌ، فقال الله تعالى في كِتَابِه الْكَرِيْمِ: إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 49/13].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم اِنْدَهَشَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه لذلك، وحَزِنَ علَيْه حُزْنًا شَدِيْدًا، وَرَثَاه بقوله:
لَمَّا
رَأَيْتُ نَبِيَّنا مُتَجَنْدِلاً |
ضاقَتْ
عَلَيَّ بعَرْضِهنَّ الدُّوْرُ |
فَارْتَاعَ
قَلْبِي عِنْدَ ذاك
لهُلْكِه |
وَالْعَظْمُ
مِنِّي ما حَييْتُ كَسِيْرُ |
يا
لَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ مَهْلِكِ صَاحِبِي |
غُيِّبْتُ
في جَدَثٍ عَلَيَّ صُخُوْر[2]. |