أخي الحبيب: كانَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه قد أَظْهَرَ أُلْفَةً ومَحَبَّةً لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صلّى الله عليه وآله وسلّم وأَكْثَرَ لَهْفَةً وشَوْقًا وحُبًّا له صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم نَسْأَلُ اللهَ عزّ وجلّ أنْ يُوَفِّقَنا لِحُبِّ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وأنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَبْكِي حُبًّا وشَوْقًا إلَيْه.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
نَقَلَ سَيِّدُنا الإمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْجَامِيُّ رحمه الله تعالى في كِتَابِه شَوَاهِدِ النُّبُوَّةِ، فقال: حَدَّثَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه برُؤْيَاه في آخِرِ الأَيَّامِ، فقال: رَأَيْتُ بآخِرِ اللَّيْلِ في الْمَنَامِ رَسُوْلَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وهو يَلْبَسُ لِبَاسَيْنِ وكانَ لَوْنُهما باللَّوْنِ الأَبْيَضِ فسَلَّمَ عَلَيَّ وصافَحَني ووَضَعَ يَدَه على صَدْرِي فوَجَدْتُ بَرْدَها في فُؤَادِي، وقد سَكَنَ قَلْبِي ثُمَّ قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «يا أَبَا بَكْرٍ إنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فأَحبّ لِقَائِي»، فبَكَيْتُ بُكَاءً شَدِيْدًا