عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

ويستحب لأقرباء المحتضر وجيرانه الدخول عليه ويتلون عنده سورة يس واستحسن سورة الرعد واختلفوا في إخراج الحائض والنفساء من عنده فإذا مات شد لحياه وغمض عيناه ويقول مغمضه ½بسم الله وعلى ملة رسول الله، اللهم يسرعليه أمره وسهل عليه ما بعده وأسعده بلقائك واجعل ما خرج اليه خيرا مما خرج عنه¼ ويوضع على بطنه حديدة لئلا ينتفخ وتوضع يداه بجنبيه

قلت: يمكن الجمع فيلقن عند الاحتضار لصريح قوله فإنه ليس مسلم يقولها عند الموت إلا أنجته من النار وعملا بحقيقة موتاكم لتثبيته للسؤال في القبر لما روى سعيد بن منصور وسمرة ابن حبيب وحكيم بن عمير قالوا : إذا سوى على الميت قبره وانصرف الناس كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إني أتوسل إليك بحبيبك المصطفى أن ترحم فاقتي بالموت على الإسلام والإيمان وأن تشفع فينا نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام (ويستحب لأقرباء المحتضر) وأصدقائه (وجيرانه الدخول عليه) للقيام بحقه وتذكيره وتجريعه وسقيه الماء؛ لأن العطش يغلب لشدة النزع حينئذ ولذلك يأتي الشيطان كما ورد بماء زلال ويقول: قل: لا إله غيري حتى أسقيك نعوذ بالله منه ويذكرون فضل الله وسعة كرمه ويحسنون ظنه بالله تعالى لخبر مسلم: ½لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله أنه يرحمه ويعفو عنه¼ وخبر الصحيحين: ½قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي¼ (ويتلون عنده سورة يس) للأمر به وفي خبر: ½ما من مريض يقرأ عنده سورة يس إلا مات ريانا وأدخل قبره ريانا¼ (واستحسن) بعض المتأخرين قراءة (سورة الرعد) لقول جابر رضي الله عنه فإنها تهون عليه خروج روحه (واختلفوا في إخراج الحائض والنفساء) والجنب (من عنده) وجه الإخراج امتناع حضور الملائكة محلا به حائض أو نفساء كما ورد ويحضر عنده طيب (فإذا مات شد لحياه([1])) بعصابة عريضة تعمهما وتربط فوق رأسه تحسينا وحفظاً لفمه([2]) (وغمض عيناه) للأمر به في السنة (ويقول مغمضه: بسم الله وعلى ملة رسول الله) صلى الله عليه وسلم (اللهم يسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده وأسعده بلقائك واجعل ما خرج إليه خيرا مما خرج عنه) قاله الكمال ثم يسجى بثوب (ويوضع على بطنه حديدة لئلا ينتفخ) وهو مروي عن الشعبي, والحديد يدفع النفخ لسر فيه وإن لم يوجد فيوضع على بطنه شيء ثقيل وروى الـبيهـقي أن أنسا أمر بوضع حديد على بطن مولى له مات (وتـوضع يـداه بجنبـيه) إشارة لتسليمه الأمر لربه


 



[1]       قوله: [شد لحياه] وهو منبت اللحية بالكسر من الأسنان، وغيره أو العظم الذي عليه الأسنان. ط. ١٢

[2]       قوله: [حفظاً لفمه] من الهوام ومن دخول الماء عند غسله. إمداد. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396