ونهي عن كشف عورته قائماً وذكر الله([1]) فلا يحمد إذا عطس ولا يشمت عاطساً ولا يردُّ سلاماً ولا يجيب مؤذناً ولا ينظر لعورته ولا إلى الخارج منها ولا يبصق ولا يتمخّط ولا يَتَنَحْنَحُ ولا يكثر الالتفات ولا يعبث ببدنه ولا يرفع بصره إلى السماء ولا يطيل الجلوس لأنّه يورث الباسور ووجع الكبد (ويخرج من الخلاء برجله اليمنى) لأنّها أحقّ بالتقدّم لنعمة الانصراف عن الأذى ومحل الشياطين (ثم يقول) بعد الخروج (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى) بخروج الفضلات الممرّضة بحبسها (وعافاني) بإبقاء خاصية الغذاء الذي لو أمسك كله أو خرج لكان مظنّة الهلاك, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروجه: ½غُفْرَانَكَ¼ وهو كناية عن الاعتراف بالقصور عن بلوغ حقّ شكر نعمة الإطعام وتصريف خاصية الغذاء وتسهيل خروج الأذى لسلامة البدن من الآلام أو عن عدم الذكر باللسان حال التخلّي.
[1] قوله: [وذكر الله... إلخ] بل يكره مطلق الكلام حال قضاء الحاجة والمجامعة إلا لحاجة تفوت بالتأخير كتحذير نحو أعمى من سقوط. قوله: ½فلا يحمد إذا عطس... إلخ¼ وله أن يفعل ذلك في نفسه من غير تلفّظ بلسانه، قوله: ½ولا ينظر لعورته¼ فإنّه خلاف الأدب وكذا الأولى عدم نظر أحد الزوجين إلى عورة الآخر، وكما يندب له الستر يندب تغطية رأسه وخفض صوته. قال عليّ رضي الله تعالى عنه: من أكثر النظر إلى سوءته عوقب بالنسيان اهـ. وقيل: من أكثر مسّها ابتلي بالزنا. قوله: ½ولا إلى الخارج¼ فإنّه يورث النسيان وهو مستقذر شرعاً ولا داعية له. قوله: ½ولا يبصق¼؛ لأنّه يصفر الأسنان. قوله: ½ولا يتمخّط¼ لامتلاء أنفه بالرائحة الكريهة. قوله: ½ولا يكثر الالتفات... إلخ¼؛ لأنّه محل حضور الشياطين فلا يفعل فيه ما لا حاجة إليه. قوله: ½ولا يرفع بصره إلى السماء¼ لأنّه محل التفكّر في آياتها وليس هذا محله. قوله: ½لأنّه يورث الباسور ووجع الكبد¼ روي ذلك عن لقمان الحكيم، ولأنّه محل الشياطين، فيستحبّ الإسراع بالخروج منه. ط.