عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

أَحَدٌ أنْ يُزِيْلَ مَشِيْئَةَ الله تعالى، وكانَ لِسَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه تَوَكُّلٌ صادِقٌ على الله سبحانه وتعالى.

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب: إنّ سَيِّدَنا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ رضي الله تعالى عنه كانَ يُحِبُّ النَّبِيَّ الْكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم حُبًّا شَدِيْدًا، حتَّى مَرِضَ بحُبِّه ولَيْسَ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ حَبِيْبِه وأمَّا نَحْنُ فكَثِيْرٌ مِنَّا حُبُّه لِلدُّنْيَا أَعْمَى بَصِيْرَتَه فأَصْبَحَ أَسِيْرَ الْهَوَى، وإذا فَشِلَ في تَحْقِيْقِ مَطالِبِه تَحَسَّرَ علَيْه.

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

اِخْتَلَفَ النَّاسُ في سَبَبِ وَفَاةِ أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه، وقيل: تُوُفِّيَ رضي الله تعالى عنه بسَبَبِ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وقيل: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم اِزْدَادَ الْغَمُّ وَالْحُزْنُ على أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه، ولَمْ يَزَلْ على ذلك حتَّى ماتَ وقيل: إنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ وَالْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ كانَا يَأْكُلاَنِ خَزِيْرَةً أُهْدِيَتْ لأَبِي بَكْرٍ، فقال الْحَارِثُ لأَبِي بَكْرٍ: اِرْفَعْ يَدَكَ يا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ الله والله إنَّ فِيْهَا لَسَمَّ سَنَةٍ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403