عائشة -رضي الله عنها-: كان الناس مهنة أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم فقيل لهم لو اغتسلتم.
وقول الله عز وجلّ: ﴿ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ ﴾[الجمعة: ٩] ومن قال: السعي العمل والذهاب لقوله تعالى: ﴿وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا﴾[الإسراء: ١٩] وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: يحرم البيع حينئذ، وقال عطاء: تحرم الصناعات كلّها، وقال إبراهيم بن سعد عن الزهري: إذا أذّن المؤذن يوم الجمعة وهو مسافر[1] فعليه أن يشهد.
٩٠٧ - حدثنا عباية ابن رفاعة قال: أدركني أبو عبس[2] وأنا أذهب[3] إلى الجمعة فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من اغبرت قدماه[4] في سبيل الله حرّمه الله على النار.
باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة[5]
٩١٠ - عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من اغتسل يوم الجمعة وتطهّر بما استطاع من طهر ثم ادّهن أو مسّ من طيب ثم راح فلم يفرق بين اثنين فصلّى ما كتب له ثم إذا خرج الإمام أنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى.
باب الجلوس على المنبر عند التأذين
٩١٥ - عن ابن شهاب أنّ السائب بن يزيد أخبره أنّ التأذين الثاني يوم الجمعة أمر
[1] قوله: (وهو مسافر): سمع التأذين.
[2] قوله: (أبو عبس): عبد الرحمن بن جبر.
[3] قوله: (وأنا أذهب): ولم يقل: أسعى.
[4] قوله: (قدماه): فمدحه على الذهاب ولم يأمره بالعدو.
[5] قوله: (باب لا يُفرق بين اثنين يوم الجمعة): إمّا المعنى لا يفرق جليسين فيجلس بينهما أو المعنى أن لا يتخطّى رقاب الناس فهم يتفسخون له فيفرق بين اثنين.