عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

كتاب التيمّم

باب إذا لم يجد ماءً ولا تراباً

٣٣٦ - عن عائشة أنّها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً فوجدها فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماءً فصلّوا[1] فشكوا ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله آية التيمم، فقال أسيد ابن الحضير لعائشة: جزاكِ الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلاّ جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيراً.

باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة

وبه قال عطاء وقال الحسن في المريض عنده الماء ولا يجد من يناوله يتيمم وأقبل ابن عمر من أرضه بالجرف فحضرت العصر بمربد النعم فصلى[2] ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة فلم يعد.

٣٣٧ - عن الأعرج قال: سمعت عميراً مولى ابن عباس قال: أقبلتُ أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلنا على أبي جهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري فقال أبو جهيم: أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- من نحو بـئـر جمل فلقـيه رجل فسلّم عليه فلم يردّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم ردّ عليه السلام.


 



[1] قوله: (فصلّوا): أي: بغير وضوء وصرّح به مسلم فعلم منه أنّ من لم يجد منّا ماءً ولا تراباً يصلّي من دون وضوء ولا تيمّم؛ إذ فاقد الماء قبل مشروعية التيمم كفاقد الطهورين بعد مشروعيته وإنّ صلاتَهم محدثين كان بتقرير الشارع -صلّى الله عليه وسلم- كذلك ينبغي التوفيق بين الترجمة والحديث، والله أعلم.

[2] قوله: (فصلّى): أي: بعد التيمّم كما في رواية مالك وغيره كذا في "إرشاد الساري".

قلت: وبه يعلم أنّ المصنّف قد يذكر الحديث بسوق ويكون محلّ الاحتجاج فيه بسوق آخر كما في كتاب الغسل، باب إذا جامع ثُمّ عاد ومن دار على نسائه في غسل واحد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470