جذوع النخل[1] فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بِهم جالساً وهم قيام فلما سلم قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبّر فكبّروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإن صلى قائماً فصلّوا قياماً، ونزل[2] لتسع وعشرين فقالوا: يا رسول الله! إنّك آليتَ شهراً فقال: إنّ الشهر تسع وعشرون.
وصلى جابر بن عبد الله وأبو سعيد في السفينة قائماً وقال الحسن: يصلّي قائماً[4] ما لم تشقّ على أصحابك تدور معها وإلاّ فقاعداً.
٣٨٠ - عن أنس بن مالك أنّ جدته مليكة دعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لطعام صنعته له فأكل منه ثم قال: قوموا فلأصلّي[5] لكم، قال أنس: فقمتُ إلى حصير لنا قد اسودّ من طول ما لبس[6] فنضحته بماء فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين ثم انصرف.
[1] قوله: (جذوع النخل): وكان صلى الله تعالى عليه وسلم لا يتمكّن من القيام مما أصابه من الآلام.
[2] قوله: (ونزل): صلى الله عليه وسلم من المشربة.
[3] قوله: (على الحصير): انمہ زر پوست خيل وامناش مي سازند.
[4] قوله: (قال الحسن: يصلي قائماً): أدخل المصنّف رحمة الله تعالى عليه هذا الأثر هاهنا لما بينهما من المناسبة لجامع الاشتراك في الصلاة على غير الأرض لئلا يتوهم من قوله عليه السلام لمعاذ: "عفّر وجهك في التراب" اشتراط مباشرة المصلّي الأرض، قسطلاني.
[5] قوله: (فلأصلّي): بكسر اللام وضمّ الهمزة وفتح الياء على أنّها لام "كي" والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة واللام ومصحوبُها خبر مبتدأ محذوف أي: "قوموا فقيامكم لأن أصلي لكم"، "إرشاد الساري إلى صحيح البخاري".
[6] قوله: (ما لبس): استعمل.