مثل الجمان[1] من العرق في يوم شات[2] فلما سري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بِها أن قال لي: يا عائشة! احمدي الله فقد برأك الله، فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلاّ الله فأنزل الله عزوجلّ ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ﴾ [النور: ١١] الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه: والله لا أنفق على مـسطـح شيئاً
أبداً بعد ما قال لعائشة فأنزل الله تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ﴾ إلى قوله: ﴿ غَفُورٞ رَّحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢] فقال أبو بكر: بلى والله إنّي لأحبّ أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: يا زينب ما علمت[3]؟ ما رأيت[4]؟ فقالت: يا رسول الله! أحمي سمعي[5] وبصري[6] والله ما علمت عليها إلاّ خيراً قالت: وهي التي تساميني[7] فعصمها الله بالورع[8].
وقال أبو جميلة: وجدت منبوذاً[9] فلما رآني عمر قال:
[1] قوله: (الجمان): لؤلؤ.
[2] قوله: (يوم شات): سرد.
[3] قوله: (ما علمت؟): استفهامية.
[4] قوله: (ما رأيت؟): استفهامية.
[5] قوله: (سمعي): أن أقول: سمعت ولم أسمع.
[6] قوله: (بصري): أن أقول: بصرت ولم أبصر.
[7] قوله: (تساميني ): تضاهيني وتفاخرني بجمالها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
[8] قوله: (بالورع): أن تقول كما قال أهل الإفك.
[9] قوله: (منبوذاً): لقيطاً.