سيدنا لدغ وسعينا له بكلّ شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إنّي لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً[1] فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل[2] عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنّما نشط[3] من عقال[4] فانطلق يمشي وما به قلبة[5] قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له فقال: وما يدريك أنّها رقية، ثُمّ قال: قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً[6] فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال أبو عبد الله: وقال شعبة: حدثنا أبو بشر سمعت أبا المتوكل بِهذا.
باب ضريبة العبد[7] وتعاهد ضرائب الإماء
٢٢٧٧ - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: حجم أبو طيبة النبي -صلى الله عليه
وسلم- فأمر له بصاع أو صاعين من طعام وكلم مواليه فخفف عن[8] غلته أو ضريبته.
باب ما جاء في كسب البغي[9] والإماء
٢٢٨٣ – عـن محمد بن جحادة[10] عن أبي حازم عـن أبي هريرة -رضي الله عنه-
[1] قوله: (لنا جعلاً): أجراً.
[2] قوله: (يتفل): يبزق.
[3] قوله: (نشط): حلّ.
[4] قوله: (من عقال): رسن.
[5] قوله: (قَلَبَة): كحَرَكة: علة.
[6] قوله: (لي معكم سهماً): تطييباً لقلوبِهم ومبالغة في تحليله.
[7] قوله: (ضريبة العبد): ما يقرره المولى على عبده في كلّ يوم ويسمى خراجاً أيضاً.
[8] قوله: (فخُفِّف عن): مبنياً للمفعول.
[9] قوله: (كسب البغي): كالشقي هي الزانية.
[10] قوله: (عن محمد بن جُحَادَة): بضمّ جيم وفتح حاء مهملة ثُمّ دال كذا.