فقالت: يا رسول الله! بايعه، فقال: هو صغير فمسح رأسه ودعا له وعن زهرة بن معبد أنّه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه ابن عمر وابن الزبير -رضي الله عنهما- فيقولان له: أشركنا فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد دعا لك بالبركة فيشركهم فربما أصاب الراحلة[1] كما هي فيبعث بِها إلى المنزل. قال أبو عبد الله: إذا قال الرجل للرجل: اشركني فإذا سكت فيكون شريكه بالنصف.
باب الاشتراك في الهدي والبدن... إلخ
٢٥٠٥-٢٥٠٦ - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس -رضي الله عنهم- قالا: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه صبح رابعة من ذي الحجة مهلون بالحجّ لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحلّ إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة، قال عطاء: قال جابر: فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منياً فقال جابر بكفه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيباً فقال: بلغني أنّ أقواماً يقولون كذا وكذا والله لأنا أبرّ وأتقى لله عزوجل منهم ولو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أنّ معي الهدي لأحللت، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله! هي لنا أو للأبد؟ فقال: لا بل للأبد، قال: وجاء علي بن أبي طالب فقال أحدهما[2]: يقول لبيك[3] بما أهل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال الآخر: لبيك[4] بحجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي.