١٤٦٥ - حدثنا عطاء بن يسار أنّه سمع أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- يحدث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال: إنّ مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل: يا رسول الله! أويأتي الخير بالشرّ فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل له: ما شأنك تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يكلمك فرُئينا أنّه ينزل عليه، قال: فمسح عنه الرحضاء وقال: أين السائل وكأنه حمده فقال: إنّه لا يأتي الخير بالشرّ[1] وإنّ مما ينبت الربيع يقتل[2] أو يلم إلاّ آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ورتعت وإنّ هذا المال خضرة حلوة فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنّه من يأخذه بغير حقّه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون شهيداً عليه يوم القيامة.
باب العشر فيما يسقى من ماء السماء والماء الجاري
١٤٨٣ - عن سالم بن عبد الله عن أبيه -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً[3] العشر وما سقي بالنضح نصف العشر. قال أبو عبد الله: هذا تفسير الأوّل؛ لأنّه لم يوقت في الأوّل يعني حديث ابن عمر فيما سقت السماء العشر وبين في هذا ووقت والزيادة مقبولة والمفسر يقضي على المبهم
[1] قوله: (لا يأتي الخير بالشر): وإنّي أقرب لكم مثلين فمثل المفرط في جمع الدنيا أنّ نباتاً مما... إلخ.
[2] قوله: (يقتل): وإن نباتاً مما ينبت الربيع ما يقتل آكله أو يلم ويقربه بالقتل وهذا مثل الآكل الغير المنفق إلاّ آكلة الخضر حتى إذا امتدت خاصرتاها لكثرة الأكل استقبلت عين الشمس تفيد بحسب ما يقع فثلطت أخرجت الرجيع وبالت ورتعت وهذا مثل من أعطاه الله مالاً فأكل ورتع وأنفق، فإنّها إذا ثلطت وبالت سلمت من الهلاك فكذا من أنفق وتصدق.
[3] قوله: (أو كان عثرياً): العثري ما سقى بحفرة اجتمع فيها ماء السيل.