أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني[1] [2] وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بِها يسمع صوتَها كلّ شيء إلاّ الإنسان ولو سمعه لصعق.
وقال أنس: أنتم[3] مشيعون[4] فامشوا بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها وقال: غيره قريبا منها.
١٣١٥ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم.
باب من صفّ صفين أو ثلثة على الجنازة خلف الإمام
١٣١٧ - عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي فكنت في الصفّ الثاني[5] أو الثالث.
[1] قوله: (قدموني): إلى عملي.
[2] قوله: (قدموني): إلى أجري.
[3] قوله: (وقال أنس: أنتم): قال الزين بن المنير: مطابقة هذا الأثر للترجمة أنّ الأثر يتضمن التوسعة على المشيعين وعدم التزامهم جهة معينة وذلك لما علم من تفاوت أحوالهم في المشي وقضية الإسراع بالجنازة أن لا يلزموا بمكان واحد يمشون فيه لئلا يشقّ على بعضهم ممن يضعف في المشي عمن يقوى عليه.
أقول: عدم التزام جهة معينة لا يستلزم الإسراع وغاية الإسراع ليس ما ذكر بل الغاية ما ذكر في الحديث فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم وقد ذكر كلام ابن المنير العلامة القسطلاني فقال: محصله أنّ السرعة لا تتفق غالباً إلاّ مع عدم التزام المشي في جهة معينة فتناسبا.
[4] قوله: (مشيعون): متبعون.
[5] قوله: (في الصفّ الثاني): قيل عليه لا يلزم من كونه في الصف الثاني أو الثالث، أن يكون
ذلك منتهى الصفوف حتى يحصل التطابق بينه وبين الترجمة.
أقول: المراد إمّا التعدد وأنّه لا يلزم توحيد الصفّ فلا إشكال أصلاً أو الإشارة إلى ما عند مسلم في حديث الباب عن جابر قال: قمنا فصففنا صفين، وأمّا ما أجاب به العلامة القسطلاني من أنّ الأصل عدم الزيادة، فأقول: ساقط ولا يتأتى في بيان الواقع كما لا يخفى، فتبصر.