عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

وكذا فصدقه رجل ثُمّ قرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: ٧٧].

باب سكر الأنهار[1]

٢٣٥٩-٢٣٦٠ - عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أنّه حدثه أنّ رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في شراج الحرة التي[2] يسقون بِها النخل فقال الأنصاري: سرح الماء يمرّ فأبى عليه فاختصما عند النبي -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للزبير: اسق يا زبير ثُمّ أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك، فتلوّن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمّ قال: اسق يا زبير[3] ثُمّ احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر[4]، فقال الزبير: والله إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ﴾ [النساء: ٦٥]. قال محمد بن العباس: قال أبو عبد الله: ليس أحد يذكر عن عروة عن عبد الله إلاّ الليث فقط.


 



[1] قوله: (سكر الأنْهار): بند كردن.

[2] قوله: (في شراج الحرة التي): الشراج مسيل الماء والحرة "سنگلاخ"، والإضافة لكونه مسايل المدينة فيها. 

[3] قوله: (اسق يا زبير): نخيلك.

[4] قوله: (حتى يرجع إلى الجدر): يرجع أي: يصل إلى الجُدر جمع الجدار والمراد ما يوضع بين شربات النخيل مثل الجدار وكان الحكم في الماء أن يسقي الرجل نخيله ويُمسك منه ما يصل ويبلغ الجدر ولكن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّلاً أن يسقي زبير ثُمّ يرسل الماء وذلك رعاية للأنصاري فلما قال الأنصاري: ما قال، غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدّد وترك رعايته وأمر بما كان هو الأمر.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470