الله عليه وسلم- قالت: وإن كان[1] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله وكان لا يدخل البيت إلاّ لحاجة إذا كان معتكفاً.
٢٠٣٣ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثُمّ يدخله فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء[2] فأذنت لها فضربت خباء فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر فلما أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى الأخبية فقال: ما هذا؟ فأخبر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: آلبرَ ترون بِهن[3] فترك الاعتكاف ذلك الشهر ثُمّ اعتكف عشراً من شوال[4].
باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟
٢٠٣٥ - أخبرني علي بن الحسين -رضي الله عنهما- أنّ صفية زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته أنّها جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثُمّ قامت تنقلب فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مرّ رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: على رسلكما[5] إنّما هي صفية بنت حيي[6]
[1] قوله: (وإن كان): مخففة من مثقلة.
[2] قوله: (خباء): في حجرة عائشة.
[3] قوله: (آلبرَ ترون بِهن): الهمزة همزة الاستنكار والبرّ منصوب على المفعولية لترون أي: تظنون البرّ والطاعة في الاعتكاف معهن وإنما الاعتكاف البعد عنهن.
[4] قوله: (من شوال): مقامهن.
[5] قوله: (على رسلكما): كونا على مكانكما ولا تذهبا.
[6] قوله: (إنّما هي صفية بنت حيي): زوجي وليست -وأستغفر الله- أجنبية.