قال أبو عبد الله: ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: الفخذ عورة، وقال أنس: حسر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فخذه. قال أبو عبد الله: وحديث أنس أسند وحديث جرهد[1] أحوط حتى نخرج[2] من اختلافهم وقال أبو موسى: غطى النبي -صلى الله عليه وسلم- ركبتيه حين دخل عثمان وقال زيد بن ثابت: أنزل الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترضّ فخذي.
باب إن صلّى في ثوب مصلب... إلخ
٣٧٤ - عن أنس قال: كان قرام[3] لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أميطي عنا قرامك هذا فإنّه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي.
باب من صلّى في فروج حرير[4] ثم نزعه
٣٧٥ - عن عقبة بن عامر قال: أهدي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فروج حرير فلبسه فصلى فيه، ثُمّ انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له وقال: لا ينبغي هذا للمتّقين.
[1] قوله: (وحديث جرهد): حسّنه الترمذي وصحّحه ابن حبان وأورده في "الموطأ".
[2] قوله: (حتى نخرج): يعني: لو أخذ بحديث أنس وقيل: إنّها ليست بعورة لما انقطع عرق الاختلاف، إذ لجاعليها عورة أن يقولوا: إنّ ذلك لم يكن منه صلى الله تعالى عليه وسلم عمداً، بل حسر عنها ولم يعلم به، وذلك لازدحام الناس، أمّا إذا أخذ بحديث جرهد فينفد الاختلاف ولا يبقى للقائلين بأنّها ليست عورة حيلة في دفعه، هذا ما فهمت من معناه، والله تعالى أعلم.
[3] قوله: (قرام): ستر رقيق.
[4] قوله: (من صلّى في فروج حرير): قباء مشقوق من خلفه وهو من لبوس الأعاجم.