أوّل شيء بدأ به حين قدم أنّه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم حجّ أبو بكر -رضي الله عنه- فكان أوّل شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم عمر -رضي الله عنه- مثل ذلك ثم حجّ عثمان -رضي الله عنه- فرأيته أوّل شيء بدأ به الطواف بالبيت ثُمّ لم تكن عمرة ثم معاوية وعبد الله بن عمر ثم حججتُ مع أبي الزبير ابن العوام فكان أوّل شيء بدأ به الطواف بالبيت ثُمّ لم تكن عمرة ثُمّ رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك ثم لم تكن عمرة ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر ثم لم ينقضها عمرة وهذا ابن عمر عندهم فلا يسألونه ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدءون بشيء حين يضعون أقدامهم من الطواف بالبيت ثم لا يحلّون وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبتدئان بشيء أوّل من البيت تطوفان به ثم إنّهما لا تحلان.
١٦٤٢ - وقد أخبرتني أمي أنّها أهلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان[1] بعمرة فلما مسحوا الركن حلوا[2].
باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله
١٦٣٤ - عن الزهري قال عروة: سألت عائشة -رضي الله عنها- فقلت لها: أرأيت
[1] قوله: (وفلان وفلان): هما عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان.
[2] قوله: (فلما مسحوا الركن حلوا): مؤول بأنّ المراد طافوا وسعوا وحلقوا حلوا وحذفت هذه المقدرات اختصاراً للعلم بِها كذا في القسطلاني.
أقول: لا حاجة إلى هذا التأويل بل المعنى أنّهم كانوا متمتّعين فلما مسحوا الركن وطافوا حلوا ثُمّ أهلوا من العشي بالحجّ كما سيجيء في أبواب العمرة عن أسماء أنّها قالت: فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان فلما مسحنا البيت أحللنا، ثُمّ أهللنا من العشي بالحجّ فحاصل كلام عروة أنّ الإحلال بعد الطواف إنّما هو للتمتع كما فعلت أمي وخالتي وأبي فلان وفلان، وأمّا المفرد فلا يحلّ ما لم تتم المناسك كما رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الثلاثة ومعاوية وابن عمر وأمي وخالتي والمهاجرين والأنصار.