حتى كأنّهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشياً لسمعت وأطعت.
١٤٠٧ - عن الأحنف بن قيس قال: جلست ح وحدثني إسحاق بن منصور قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي قال: قال: حدثنا الجريري قال: حدثنا أبو العلاء بن الشخير أنّ الأحنف بن قيس حدثهم قال: جلست إلى ملإ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلّم ثم قال: بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثُمّ يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل ثم ولى فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت له: لا أرى القوم إلاّ قد كرهوا الذي قلت، قال: إنّهم لا يعقلون شيئاً قال لي خليلي[1] قال[2] قلت: ومن خليلك تعني؟ قال: النبي -صلى الله عليه وسلم- يا أبا ذر أتبصر أحدا[3] قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي[4] من النهار وأنا أرى أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرسلني في حاجة له قلت: نعم قال: ما أحبّ أنّ لي مثل أحد ذهباً أنفقه كلّه إلاً ثلاثة دنانير، وإنّ هؤلاء[5] لا يعقلون إنّما يجمعون الدنيا ولا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله.
ولا يقبل إلاّ من كسب طيب لقوله تعالى: ﴿ قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ