وإمّا تجد ريحه وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة.
باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء
٢١٠٥ - عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها أخبرته أنّها اشترت نمرقة[1] فيها تصاوير فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بال هذه النمرقة؟ قالت: قلتُ: اشتريتُها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ أصحاب هذه الصور يوم القيامة يُعذبون فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إنّ البيت الذي فيه هذه الصور لا تدخله الملائكة.
باب صاحب السلعة أحقّ بالسوم[2]
٢١٠٦ - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: يا بني النجار! ثامنوني بحائطكم وفيه خرب ونخل[3].
٢١٠٧ - عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنّ المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا أو يكون البيع خياراً[4]، قال نافع: وكان
[1] قوله: (نمرقة): بنون وراء مفتوحتين ومضمومتين محيطتين بميم ساكنة متبوعتين بقاف مفتوحة وحكى تثليثث الأوّل: وسادة صغيرة.
[2] قوله: (أحقّ بالسوم): بذكر قدر معين لثمن.
[3] قوله: (وفيه خرب ونخل): خَرِبٌ ككَلِم جمع خَرِبَة ككلمة أو خِرَبٌ كنِعَم جمع خِرْبَة كنعمة: ويرانه ها.
[4] قوله: (أو يكون البيع خياراً): أي: مشروطاً به فما اشترطا عليه، أو المعنى أنّه إذا قال أحدهما لصاحبه: اختر هذا البيع فاختار فلا خيار ولزم البيع ولو لم يتفرقا. والمسألة أنّه إذا قال: اختر فاختار البيع لزم أو الفسخ انفسخ، فمعنى قوله: "أو يكون البيع خياراً" يكون البيع بعد أن اختاره أحدهما بتخيير صاحبه لازماً غير قابل للخيار وهذا المعنى الأخير هو الذي يشهد به الأحاديث، والله تعالى أعلم.