عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

فقلت: نعم، قال: ما شأنك؟ قلت: أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت[1] فنزل[2] يحجنه بمحجنة، ثُمّ قال: اركب فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تزوجت؟ قلت: نعم، قال: بكراً أم ثيباً؟ قلت: بل ثيباً، قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك، قلت: إنّ لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن[3] وتقوم عليهن، قال: أما إنّك قادم فإذا قدمت[4] فالكيس الكيس[5] ثُمّ قال: أتبيع جملك؟ قلت: نعم، فاشتراه مني بأوقية ثُمّ قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبلي وقدمت بالغداة فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال: ألآن قدمت؟ قلت: نعم، قال: فدع جملك وادخل فصلّ ركعتين فدخلت فصليت فأمر بلالاً أن يزن لي أوقية فوزن لي بلال فأرجح لي في الميزان فانطلقت حتى وليت، فقال: ادعوا لي جابراً، قلت[6]: الآن يرد علي الجمل ولم يكن شيء أبغض إلي منه، قال: خذ جملك ولك ثمنه.


 



[1] قوله: (فتخلفت): عن الناس وسبقوا.

[2] قوله: (فنزل): رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مركبه وهو يحجنه أي: يجذب جملي بمحجنه أي: عصاه المعوج رأسه ثُمّ قال: اركب فركبت فلقد رأيته أي: رأيتُ جملي وأنا أكفّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يخلفه ولا يتجاوزه.

[3] قوله: (تمشطهن): تسرح شعرهن.

[4] قوله: (فإذا قدمت): بيتك.

[5] قوله: (فإذا قدمت فالكَيْس الكيس): بفتح فسكون تحية الجماع منصوب على الإغراء أي: فالجماع الجماع، وقال البخاري: المعنى الولد الولد يعني: لأنّه المقصود بالجماع. قيل: العقل العقل يعني: لأنّ الولد مما يرغب فيه ذو العقل لوجوه كثيرة، وقيل: المحافظة الشديدة المحافظة الشديدة يعني: حافظ وتوق عند إصابة الزوج لا تصيبنها لطول عهدك بالجماع وهي حائض كذا فسّر والكلّ صحيح، والله أعلم.

[6] قوله: (ادعوا لي جابراً قلت): في نفسي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470