منهم من لم يكن معه الهدي فحاضت هي فنسكنا مناسكنا من حجنا فلما كان ليلة الحصبة ليلة النفر قالت: يا رسول الله! كلّ أصحابك يرجع بحج وعمرة غيري، قال: ما كنت تطوفين بالبيت ليالي قدمنا قلت: بلى[1] قال: فاخرجي مع أخيك إلى التنعيم فأهلي بعمرة وموعدك مكان كذا وكذا[2] فخرجت مع عبد الرحمن إلى التنعيم فأهللت بعمرة وحاضت صفية بنت حيي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عقرى حلقى إنّك لحابستنا، أما كنت طفت يوم النحر؟ قالت: بلى، قال: فلا بأس انفري فلقيته مصعداً على أهل مكة وأنا منهبطة أو أنا مصعدة وهو منهبط، وقال مسدد: قلت: لا تابعه[3] جرير عن منصور في قوله: لا.
باب من صلى العصر يوم النفر[4] بالأبطح[5]
١٧٦٤ - أخبرني عمرو بن الحارث أنّ قتادة حدثه أنّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- حدثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب[6] ثُمّ ركب إلى البيت فطاف به.
١٧٦٥ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إنّما كان[8] منزلاً ينزله النبي -صلى الله
[1] قوله: (قلت: بلى): ما كنتُ أطوف قاله العلامة ابن حجر، والأظهر رواية "لا".
[2] قوله: (مكان كذا وكذا): بالنصب على الظرفية.
[3] قوله: (قلت: لا تابعه): مكان قولها: "قلت: بلى".
[4] قوله: (يوم النفر): من منى.
[5] قوله: (بالأبطح): هو المحصب.
[6] قوله: (بالمحصب): متعلق بقوله: "صلى ورقد" معطوف عليه وبه المطابقة بالترجمة.
[7] قوله: (المحصب): مكان متّسع بين مكة ومنى وله أسماء: المحصب، الأبطح، البطحاء، وخيف بني كنانة حيث تقاسم الكفار على الكفر.
[8] قوله: (قالت: إنما كان): يعني: ليس النزول بالأبطح من مناسك الحجّ.