وعكاظ[1] متجر الناس[2] في الجاهلية فلما جاء الإسلام كأنّهم كرهوا ذلك حتى نزلت: ﴿ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: ١٩٨] في مواسم الحجّ[3].
باب الادلاج[4] من المحصب
١٧٧٢ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: حاضت صفية ليلة النفر فقالت: ما أراني إلاّ حابستكم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عقرى حلقى أطافت يوم النحر؟ قيل: نعم، قال: فانفري. قال أبو عبد الله: وزادني محمد[5] حدثنا محاضر حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا نذكر إلاّ الحجّ فلما قدمنا أمرنا أن نحلّ فلما كانت ليلة النفر حاضت صفية بنت حيي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: حلقى عقرى ما أراها إلاّ حابستكم ثُمّ قال: كنت طفت يوم النحر؟ قالت: نعم، قال: فانفري، قلت: يا رسول الله! إنّي لم أكن حللت[6] قال: فاعتمري من التنعيم فخرج معها أخوها فلقيناه مدلجاً، فقال: موعدك[7] مكان كذا[8] وكذا.
[1] قوله: (وعُكَاظ): كـ: "غُرَاب".
[2] قوله: (مُتْجَر الناس): على صيغة المفعول اسم ظرف من الاتجار، افتعال من التجارة.
[3] قوله: (في مواسم الحجّ): تفسير.
[4] قوله: (الادلاج): افتعال أدغم التاء في الدال كـ: "الادخار"، هو السير آخر الليل.
[5] قوله: (وزادني محمد): ابن سلام أو ابن يحيى الذهلي، اختلف فيه.
[6] قوله: (لم أكن حللت): حين قدمت مكة؛ لأنّي كنت قارنة وما كنت متمتعة، ثُمّ إنّي قد حبست عن عمرتي لحيضتي فماذا أفعل؟ قال: فاعتمري.
[7] قوله: (فقال: موعدك): المراد موضع المنزلة أي: أنّه صلى الله عليه وسلم لما لقيها قال لعائشة موضع المنزلة كذا وكذا يعني: تكون الملاقاة هناك حتى إذا عاد صلى الله عليه وسلم من طوافه يجتمع بِها هناك للرحيل، العلامة القسطلاني.
[8] قوله: (مكانَ كذا): منصوب على الظرفية.