أتخذه مسجداً فقال: أفعل إن شاء الله، فغدا علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه بعد ما اشتدّ النهار فاستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس حتى قال: أين تحبّ أن أصلّي من بيتك؟ فأشار إليه من المكان[1] الذي أحبّ أن يصلي فيه فقام وصففنا خلفه ثم سلّم وسلمنا حين سلم.
٨٤١ - أخبرني عمرو أنّ أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس أخبره أنّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال ابن عباس: كنتُ أعلم إذا انصرفوا بذلك[2] إذا سمعته.
٨٤٢ - عن ابن عباس قال: كنتُ أعرف انقضاء صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتكبير قال علي: حدثنا سفيان عن عمرو قال: كان أبو معبد أصدق موالي ابن عباس[3] قال علي واسمه نافذ.
٨٤٣ - عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء[4] إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بِها ويعتمرون ويجاهدون
[1] قوله: (فأشار إليه من المكان): فيه التفات أو الذي أشار هو النبي صلى الله عليه وسلم قال العيني: وفيه إظهار معجزة له صلى الله عليه وسلم حيث أشار إلى المكان الذي كان مراد عتبان صلاته صلى الله عليه وسلم فيه، انتهى ما في "الإرشاد" ملخصاً. قال القسطلاني: ولا ينافي ما في الرواية السابقة "فأشرت" لاحتمال أنّ كلاً منهما أشار معاً أو متقدماً أو متأخراً، انتهى.
[2] قوله: (إذا انصرفوا بذلك): متعلق "أعلم".
[3] قوله: (موالي ابن عباس): ومن مواليه عكرمة وعبيد الله وأبو كريب ومحمد أخوه وكلّهم
صادقون عادلون وأبو كريب أقوى من أخيه محمّد بن رشدين، والله أعلم.
[4] قوله: (جاء الفقراء): فقراء المهاجرين.