وقال أبو حميد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لأعرفنّ ما جاء الله رجل ببقرة[1] [2] لها خوار[3]، ويقال: جؤارٌ (يجأرون) يرفعون أصواتَهم كما تجأر البقرة.
باب الزكاة على الأقارب
١٤٦١ - عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة أنّه سمع أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران: ٩٢] قام أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يارسول الله! إنّ الله تبارك وتعالى يقول: ﴿ لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ وإنّ أحبّ أموالي إلَيّ بيرحاء وإنّها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت: وإنّي أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه تابعه روح وقال يحيى بن يحيى وإسماعيل عن مالك رايح[4] بالياء.
[1] قوله: (ببقرة): لم يؤد صدقتها.
[2] قوله: (ببقرة): فعلم أنّ فيها صدقة.
[3] قوله: (لها خوار): يحملها على عنقه........................
[4] قوله: (من مالك رايح): بالمثناة التحتية بدل الموحدة اسم فاعل من الرواح نقيض الغدو أي: إنّه قريب الفائدة يصل نفعه إلى صاحبه كلّ رواح لا يحتاج أن يتكلف فيه إلى مشقة أو سير -أو يروح بالأجر ويغدو به- اكتفى بالرواح عن الغدو لعلم السامع أو من شأنه الرواح وهو الذهاب والفوات فإذا ذهب في الخير فهو أولى، قسطلاني.