عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

أسقيهما قبل بني وإنّي استأخرت ذات يوم ولم آت حتى أمسيت فوجدتُهما نائمين فحلبت كما كنت أحلب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أسقي الصبية والصبية يتضاغون[1] عند قدمي حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أنّي فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله فرأوا السماء، وقال الآخر: اللهم إنّها كانت لي بنت عمّ أحببتها كأشدّ ما يحبّ الرجال النساء فطلبت منها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فبغيت حتى جمعتها فلما وقعت بين رجليها، قالت: يا عبد الله! اتق الله ولا تفتح الخاتم إلاّ بحقّه فقمت فإن كنت تعلم أنّي فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة ففرج، وقال الثالث: اللهم إنّي استأجرت أجيراً بفرق[2] أرز[3] فلما قضى عمله قال: أعطني حقّي فعرضت عليه[4] فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً ورعاتها فجاءني فقال: اتق الله، فقلت: اذهب إلى ذلك البقر ورعاتِها فخذ، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إنّي لا أستهزئ بك فخذ فأخذه فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله. قال أبو عبد الله: وقال ابن عقبة عن نافع فسعيت[5].

باب أوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر: تصدق[6] بأصله لا يباع ولكن ينفق ثمره فتصدق به[7].


 



[1] قوله: (يتضاغون): برخاك مي غلطيد ند.

[2] قوله: (يفرق): مكيال يسع ثلاثة آصع.

[3] قوله: (أرز): برنج.

[4] قوله: (فعرضت عليه): حقّه.

[5] قوله: (فسعيت): مكان قوله: "فبغيت".

[6] قوله: (لعمر تصدق): يعني: الأرض الموقوفة والتصدق بأصله، يعني: الصدقة المؤبدة.

[7] قوله: (فتصدق به): عمر رضي الله تعالى عنه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470