١٨٦٨ - عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة وأمر ببناء المسجد فقال: يا بني النجار! ثامنوني قالوا: لا نطلب ثمنه إلاّ إلى الله فأمر بقبور المشركين فنبشت ثُمّ بالخرب فسويت وبالنخل[1] فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد.
١٨٦٩ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: حرم ما بين لابتي المدينة على لساني، قال: وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بني حارثة فقال: أراكم يا بني حارثة[2] قد خرجتم من الحرم ثُمّ التفت فقال: بل أنتم فيه.
١٨٧٠ - عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي -رضي الله عنه- قال: ما عندنا شيء إلاّ كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً[3] فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قوماً بغير إذن[4] مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. قال أبو عبد الله: عدل فداء.
باب فضل المدينة وأنّها تنفى الناس
١٨٧١ – عـن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول: سمعت
[1] قوله: (وبالنخل): فعلم منه جواز قطع نخليه ولكن قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يعضد شجرها" بعد هذه الواقعة، والله أعلم.
[2] قوله: (بني حارثة): وكانوا إذ ذاك غربي مشهد الحمزة رضي الله تعالى عنه.
[3] قوله: (فمن أخفر مسلماً): أخفر أي: نقض عهده وذمته.
[4] قوله: (ومن تولى قوماً بغير إذن): أي: والى قوماً ثُمّ والى آخرين بغير إذن من والاه أو لا.