عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

باب قول الله: ﴿ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ

١٨٠٣ - عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجّوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتِهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنّه عير[1] بذلك فنزلت: ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ﴾ [البقرة: ١٨٩].

باب السفر قطعة من العذاب

١٨٠٤ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته[2] فليعجل إلى أهله.

باب المسافر إذا جدبه السير وتعجل إلى أهله

١٨٠٥ - أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه قال: كنت مع عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بطريق مكة فبلغه عن صفية[3] بنت أبي عبيد شدة وجع فأسرع السير حتى كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب والعتمة جمع بينهما ثُمّ قال: إنّي رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جدبه السير أخر المغرب وجمع بينهما.

باب المحصر[4] وجزاء الصيد

وقوله: ﴿فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ﴾ [البقرة: ١٩٦] وقال عطاء: الإحصار من كلّ شيء يحبسه[5] قال أبو عبد الله:


 



[1] قوله: (عير): عيب كرده شد.

[2] قوله: (نهمته): حاجته.

[3] قوله: (عن صفية): زوجة ابن عمر رضي الله تعالى عنهم.

[4] قوله: (المحصر): من منع وحصر عن الحجّ بعدو أو مرض وغيرهما.

[5] قوله: (من كلّ شيء يحبسه): به قالت الحنفية رضي الله تعالى عنهم، وبه أفتى سيّدنا عبد الله

بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال علقمة: لدغ صاحب لنا وهو محرم بعمرة فذكرناه لابن مسعود فقال: يبعث بِهدي ويواعد أصحابه موعداً فإذا نحر عنه حلّ رواه الطحاوي وابن حزم بإسناد صحيح واللفظ لفظ أبي جعفر وبه قال جمهور الصحابة وجمّ غفير من فضلاء الأمصار وعلماء الأقطار، وقال مالك والشافعي وأحمد رضي الله تعالى عنهم: لا إحصار إلاّ بعدوّ متمسكهم أنّ آية الحصار إنّما وردت فيه، وفيه أن لا عبرة بخصوص السبب، وهاهنا كلام طويل ذكره العلامة الشيخ ابن الهمام رضي الله تعالى عنه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470