في غار بمنى إذ نزلت عليه والمرسلات وإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقاها من فيه وإنّ فاه لرطب بِها إذ وثبت علينا حية[1] فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها فابتدرناها فذهبت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها، قال أبو عبد الله: إنّما أردنا بِهذا أنّ منى[2] من الحرم وإنّهم لم يروا بقتل الحية بأساً.
١٨٣٢ - عن أبي شريح العدوي أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيّها الأمير أحدثك قولاً، قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغد من يوم الفتح فسمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به إنّه حمد الله وأثنى عليه ثُمّ قال: إنّ مكة حرّمها الله ولم يحرّمها الناس فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بِها دماً ولا يعضد بِها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولم يأذن لكم وإنّما أذن لي ساعة من نَهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إنّ الحرم لا يعيذ عاصياً ولا فاراً بدم ولا فاراً بخربة، قال أبو عبد الله: خربة[3] بلية.
١٨٣٣ - عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنّ الله حرّم مكة فلم تحلّ لأحد قبلي ولا تحلّ لأحد بعدي وإنّما أحلت لي ساعة من نَهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلاّ لمعرف، وقال