فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي -صلى الله عليه وسلم- معهم وهو يقول: اللّهم لا خير إلاّ خير الآخرة فاغفر الأنصار والمهاجرة.
٤٢٩ - عن أنس بن مالك قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في مرابض الغنم ثُمّ سمعته[1] بعد يقول: كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبنى المسجد.
باب من صلّى وقدّامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد
فأراد به وجه الله[2] عز وجلّ وقال الزهري: أخبرني أنس بن مالك قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عرضت عليّ النار وأنا أصلّي.
٤٣١ - عن عبد الله بن عباس قال: انخسفت الشمس فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمّ قال: أريت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع. تقابل
وقال عمر -رضي الله عنه-: إنّا لا ندخل كنائسكم[3] من أجل التماثيل التي فيها الصور وكان ابن عباس يصلي في البيعة إلاّ بيعة فيها تماثيل.
[1] قوله: (الغنم ثُمّ سمعته): أي: قال أبو التياح: سمعت أنساً أو قال شعبة: سمعتُ أبا التياح.
[2] قوله: (فأراد به وجه الله): أي: بفعله هذا وجه الله تعالى، أمّا من أراد به شيئاً من تلك الأشياء فقد أشرك بالله.
[3] قوله: (لا ندخل كنائسكم): تقدير الكلام لا ندخل كنائسكم التي فيها الصور لأجل التماثيل
فالموصول مع صلته صفة الكنائس ويحتمل أن يكون صفة التماثيل، والصور تفسيراً لها لكن فيه بُعد ولا يخلو منه الأوّل أيضاً.