عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

وذلك لخمس بقين من ذي القعدة فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ولم يحلّ من أجل بدنه؛ لأنّه قلدها ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهل بالحج ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بِها حتى رجع من عرفة وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثُمّ يقصروا من رؤوسهم ثُمّ يحلّوا وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها ومن كانت معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب.

باب التحميد والتسبيح والتكبير... إلخ

١٥٥١ - حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس -رضي الله عنه- قال: صلى رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- ونحن معه بالمدينة الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بِها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبّح وكبّر ثم أهلّ بحجّ وعمرة وأهلّ الناس بِهما فلما قدمنا أمر الناس فحلّوا حتى كان يوم التروية أهلوا بالحجّ قال: ونحر النبي -صلى الله عليه وسلم- بدنات بيده قياماً وذبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة كبشين أملحين، قال أبو عبد الله: قال بعضهم: هذا عن أيوب عن رجل عن أنس[1].

باب التلبية إذا انحدر في الوادي

١٥٥٥ - حدثني ابن أبي عدي[2] عن ابن عون عن مجاهد قال: كنا عند ابن عباس   -رضي الله عنهما- فذكروا الدجال أنّه قال:[3] مكتوب بين عينيه كافر، قال: فقال ابن عباس: لم أسمعه ولكنه[4] قال: أمّا موسى كأنّي أنظر إليه إذ انحدر في الوادي يلبي.


 



[1] قوله: (عن رجل عن أنس): قيل: هو أبو قلابة، وقيل حماد بن سلمة.

[2] قوله: (ابن أبي عدي):  هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، "إرشاد".

[3] قوله: (أنّه قال): صلى الله عليه وسلم.

[4] قوله: (فقال ابن عباس: لم أسمعه ولكنه): فإن قلت: أيّ مناسبة بين الكلامين؟ قلت: لعلّ

الكلام جرا منهم في ذكر استعجاب فذكروا في جملة ذلك حال الدجال وإنّه قال فيه   النبي صلى الله عليه وسلم: مكتوب بين عينيه كافر، فذكر لهم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنّه ما سمع منه صلى الله عليه وسلم هذه القصة العجيبة ولكن سمع قصة عجيبة والله تعالى أعلم. ويمكن أن يقرأ أنه بكسر الهمزة بتقدير الاستفهام أي: هل أنه قال فيه... إلخ. فأجاب بأنّه ما سمع ذلك ولكن سمع شيئاً آخر عجيباً وهو ما ذكره السندي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470