لا نقتلهم فنزلت ﴿فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ﴾ [النساء: ٨٨]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنّها تنفي الرجال[1] كما تنفي النار خبث الحديد.
باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعري المدينة
١٨٨٩ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كلّ امرئ مصبح[2] في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته[3] يقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر[4] وجليل[5] وهل أردن يوماً[6] مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل اللهم العن شيبة ابن ربيعة وعتبة ابن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثُمّ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشدّ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة قالت: وقدمنا[7] المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت: فكان بطحان يجري نجلاً يعني: ماء آجناً[8].
[1] قوله: (تنفي الرجال): الشرار.
[2] قوله: (مصبح): التصبيح أن تقول أنعم صباحاً.
[3] قوله: (يرفع عقيرته): صوته باكياً.
[4] قوله: (إذخر): گياہے.
[5] قوله: (وجليل): نبت ضعيف.
[6] قوله: (وهل أردن يوماً): أَرِدَنْ بلفظ الواحد المتكلّم من الورود بعده نون خفيفة مجَنّة بفتح الميم وكسرها وفتح الجيم وتشديد النون موضع قرب مكة يبدون يظهرن بنون خفيفة شامة وطفيل كجليل جبلان قرب مكة كان يرجو رضي الله تعالى عنه أن يرجع إلى وطنه كما هو دأب الغرباء.
[7] قوله: (وقالت: قدمنا): لأنّها كانت إذ ذاك دار الشرك.
[8] قوله: (ماء آجنا): متغير اللون والطعم لحدوث وباء.