ويتصدقون فقال: ألا أحدثكم بما إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم إلاّ من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين، فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: نسبّح ثلاثاً وثلاثين ونحمد ثلاثاً وثلاثين ونكبّر أربعاً وثلاثين فرجعت إليه فقال: تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلّهن ثلاث وثلاثون.
باب يستقبل الإمام الناس إذا سلّم
٨٤٦ - عن زيد بن خالد الجهني أنّه قال: صلّى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء[1] كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربّكم عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب.
باب الانفتال[2] والانصراف عن اليمين والشمال
وكان أنس بن مالك ينفتل عن يمينه وعن يساره ويعيب[3] على من يتوخى[4] أو من تعمد الانفتال عن يمينه.
[1] قوله: (إ ثر سماء): أراد المطر.
[2] قوله: (الانفتال): بعد الصلاة.
[3] قوله: (ويعيب): اعلم أنّ أنساً إنّما عاب من يعتقد تحتم ذلك ووجوبه، وأمّا إذا استوى الأمران فجهة اليمين أولى؛ لأنّه صلى الله تعالى عليه وسلم كان أكثر انصرافه لجهة اليمين كما سيأتي في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى وكان يحبّ التيامن في شأنه كلّه، "قسطلاني" مع شيء من تغيير.
[4] قوله: (من يتوخّى): يتحرى.