عليه وسلم- قائماً ثم قال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم قال: اللّهم أغثنا اللّهم أغثنا اللّهم أغثنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب فاستقبله قائماً فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال: فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال: فأقلعت[1] وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألتُ أنس بن مالك أهو الرجل الأوّل؟ فقال: ما أدري.
باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
١٠٢٠ - عن مسروق قال أتيت ابن مسعود فقال: إنّ قريشاً أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذتْهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد! جئت تأمر بصلة الرحم وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله عز وجل فقرأ: ﴿ فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ﴾ الآية، ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: ﴿ يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ﴾ [الدخان: ١٠-١٦] يوم بدر. وزاد أسباط عن منصور فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعاً وشكا الناس كثرة المطر فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم[2].