فأتى بأقط وسمن قال: ثُمّ تابع الغدو[1] فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تزوجت؟ قال: نعم، قال: ومن[2]؟ قال: امرأة من الأنصار، قال: كم سقت[3]؟ قال: زنة[4] نواة من ذهب أو نواة ذهب، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أولم ولو بشاة.
٢٠٤٩ - عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان سعد ذا غنى فقال لعبد الرحمن: أقاسمك مالي نصفين وأزوجك[5]، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك دلّوني على السوق فما رجع حتى استفضل[6] أقطاً وسمناً فأتى به أهل منزله فمكثنا يسيراً أو ما شاء الله فجاء وعليه وضر من صفرة[7] فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: مهيم[8] قال: يا رسول الله! تزوجت امرأة من الأنصار، قال: ما سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب قال: أولم ولو بشاة.
٢٠٥٠ - عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية فلما كان الإسلام فكأنّهم تأثموا فيه فنزلت: ﴿لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: ١٩٨] في مواسم الحجّ فقرأها ابن عباس[9].
[1] قوله: (تابع الغدو): بلفظ المصدر أي: تابع الذهاب إلى السوق للتجارة.
[2] قوله: (قال: ومن): تزوّجت.
[3] قوله: (قال: كم سقت): أي: كم أعطيتَ لها مهراً؟
[4] قوله: (قال: زنة): وزن.
[5] قوله: (وأزوجّك): إحدى زوجتي.
[6] قوله: (حتى استفضل): أي: ربح.
[7] قوله: (وَضَر من صفرة): بفتح الواو والضاد المعجمة أي: لطخ.
[8] قوله: (مهيم): أي: ما شأنك.
[9] قوله: (قرأها ابن عباس): وليس في قراءتنا "في مواسم الحجّ".