عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

أمرض إنّما يدخل فيسلم ثُمّ يقول: كيف تيكم[1] لا أشعر بشيء من ذلك[2] حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع[3] متبرزنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأوّل في البرية أو في التنزه[4] فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلاً شهد بدراً، فقالت: يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا، فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علَيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلّم فقال: كيف تيكم؟ فقلت[5]: ائذن لي[6] آت أبوي، قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما[7] فأذن لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيت أبوي فقلت لأمي: ما يتحدث به الناس؟ فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلاّ أكثرن عليها، فقلت: سبحان الله ولقد تحدث الناس بِهذا، قالت: فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثُمّ أصبحت فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأمّا أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الودّ لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله! ولا نعلم والله إلاّ خيراً وأمّا علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله! لم


 



[1] قوله: (كيف تيكم): تي اسم إشارة للواحدة.

[2] قوله: (من ذلك): ولم أكن أخبر بالإفك.

[3] قوله: (قبل المناصع): موضع خارج المدينة.

[4] قوله: (التنزه): أي: البُعد من البيوت.

[5] قوله: (فقلت): له صلى الله عليه وسلم.

[6] قوله: (ائذن لي): أن أذهب.

[7] قوله: (قبلهما): أي: بإخبارهما.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470