عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: من رأى منكم الليلة رؤياً قال: فإن رأى أحد قصها فيقول: ما شاء الله فسألنا يوما فقال: هل رأى منكم أحد رؤياً قلنا: لا قال: لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى أرض مقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده قال بعض أصحابنا عن موسى: كلوب من حديد يدخل في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ بِها رأسه فإذا ضربه تدهده[1] الحجر فانطلق[2] إليه[3] ليأخذه[4] فلا يرجع إلى هذا[5] حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه قلت: من هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع تتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا[6] حتى كادوا يخرجون فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر قال يزيد بن هارون ووهب بن جرير عن جرير بن حازم: وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رماه الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا حتى اتينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها فصعدا[7] بي[8] في الشجرة[9] فأدخلاني دارا لم أر قط أحسن وأفضل منها فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب قلت: طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت قالا: نعم أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع[10] به إلى يوم القيامة والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل[11] ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة والذي رأيته في النقب فهم الزناة[12] والذي رأيته في النهر آكلوا الربا والشيخ الذي في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام والصبيان حوله فأولاد الناس والذي يوقد النار مالك خازن النار والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين وأما هذه الدار فدار الشهداء



[1] قوله: (تدهده): تدحرج وزناً ومعنًى.

[2] قوله: (فانطلق): الرجل القائم.

[3] قوله: (إليه): أي: الحجر.

[4] قوله: (ليأخذه): أي: الحجر.

[5] قوله: (إلى هذا): الرجل القاعد.

[6] قوله: (ارتفعوا): أي: من كان فيها.

[7] قوله: (فصعدا): أي: صعد الرجلان.

[8] قوله: (فصعدا بي): بصيغة التثنية والباء في "بي" للتعدية والياء ياء المتكلم.

[9] قوله: (الشجرة): أيضاً.

[10] قوله: (فيصنع): هذا الصنيع.

[11] قوله: (بالليل): أي: أعرض عن تلاوته.

[12] قوله: (الزناة): جمع الزاني.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470